الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كل ما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا

                                                                                                                                                                                                                                      91 - ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم بالنفاق ويأمنوا قومهم بالوفاق، هم قوم من أسد وغطفان، كانوا إذا أتوا المدينة أسلموا، وعاهدوا ليأمنوا المسلمين، فإذا رجعوا إلى قومهم كفروا، ونكثوا عهودهم. كل ما ردوا إلى الفتنة كلما دعاهم قومهم إلى قتال المسلمين. أركسوا فيها قلبوا فيها أقبح قلب وأشنعه، كانوا شرا فيها من كل عدو فإن لم يعتزلوكم فإن لم يعتزلوا قتالكم، ويلقوا إليكم السلم عطف على لم يعتزلوكم، أي: ولم ينقادوا لكم بطلب الصلح ويكفوا أيديهم عطف عليه أيضا، أي: ولم يمسكوا عن قتالكم. فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم حيث تمكنتم منهم، وظفرتم بهم. وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا حجة واضحة لظهور عداوتهم، وانكشاف حالهم في الكفر والغدر، وإضرارهم بالمسلمين، أو تسلطا ظاهرا حيث أذنا لكم في قتلهم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية