الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      فيمن بعث معه مال إلى رجل فهلك الرسول قبل أن يبلغ أو بعد ما بلغ قال : ولقد سئل مالك عن رجل بعث إلى رجل بمال في بلد ، فقدم البلد فهلك الرسول بذلك البلد بعد ما قدمه ، ثم إن صاحب البضاعة كتب إلى الرجل يسأله : هل قبضتها فكتب إليه أنه لم يدفع إلي شيئا قال : يحلف ورثة الرسول إن كان فيهم كبير بالله ما يعلم له سببا ولا شيء لرب المال في مال الرسول . قال : فقلت لمالك : أفرأيت إن هلك الرسول في الطريق ولم يوجد له أثر فقال : مالك ما أحراه أن يكون في ماله ثم كلمته بعد ذلك في الرسول إذا مات في الطريق ؟

                                                                                                                                                                                      قال : أراه في ماله وضمانه عليه إذا هلك قبل أن يبلغ البلد الذي فيه المبعوث إليه بالمال . قال : وقال مالك : ولو أن رجلا هلك ببلد وقبله قرض دنانير وقراض وودائع فلم يوجد للودائع ولا للقراض سبب ، ولم يوص بشيء من ذلك . قال : أهل القراض وأهل الودائع والقراض يتحاصون في جميع ماله على قدر أموالهم . قال : فقلنا لمالك فإن ذكرها قبله عند موته أن هذا مال فلان الذي قارضني به وهذه وديعة لفلان . قال : إن كان ممن لا يتهم فالقول قوله في ذلك وذلك للذي سمي له .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية