الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      فيمن بعث معه بمال صلة أو صدقة فقال قد دفعته قال : ولقد سألت مالكا عن الرجل يبعث بالمال مع رجل صلة لرجل ليدفعه إليه ، فيقول : قد دفعته إليه . ويقول المبعوث إليه : لم يدفعه إلي ؟ قال : إن لم يكن للرسول بينة على دفعه إياه غرم . قال : والصدقة إذا بعث بها إلى رجل ، أو بعث معه بمال إلى رجل ليدفعه إليه وليس بصدقة فهو سواء ، لا يبرأ بقوله إنه قد دفع إلا أن يكون له بينة إلا أن يكون أمره أن يفرقها على وجه الصدقة يقسمها لم يأمره أن يدفعها إلى رجل بعينه ، فالقول قوله أنه قد فرقها ويحلف . وإنما سألت مالكا عن ذلك لأن بعض الناس ذكر أن الصدقة - وإن كانت مبعوثة إلى رجل - فإنها مخالفة لقضاء القرض والشراء والبيع وما أشبهه .

                                                                                                                                                                                      قال : قال مالك : الصدقة إذا كانت إنما بعثت لرجل والقرض والاشتراء والبيع كله سواء ، إلا أن يكون أمره أن يفرقها في غير قوم بأعيانهم ، فيكون القول قول الرسول مع [ ص: 438 ] يمينه .

                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن بعثت معه بصدقة أو بمال ، وأمرته أن يدفعه إلى عشرة رجال بأعيانهم فأنكروا ؟

                                                                                                                                                                                      قال : الواحد والعشرة إذا كانوا بأعيانهم سواء في قول مالك .

                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن صدقه بعضهم وكذبه بعضهم ؟

                                                                                                                                                                                      قال : يبرأ - في قول مالك - من حظ من صدقه ويضمن حظ من كذبه .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية