الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1353 ( باب أي الصدقة أفضل وصدقة الشحيح الصحيح )

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي باب يذكر فيه أي الصدقة من الصدقات أفضل وأعظم أجرا ، هكذا هو الترجمة في رواية الأكثرين .

                                                                                                                                                                                  وفي رواية أبي ذر : باب فضل صدقة الشحيح الصحيح ، قوله : " وصدقة الشحيح " بالرفع عطف على ما قبله من المقدر ، تقديره : وفضل صدقة الشحيح ، ولم يتردد فيه ; لأن فضل صدقة الشحيح الصحيح على غيره ظاهر ; لأن فيه مجاهدة النفس على إخراج المال الذي هو شقيق الروح ، مع قيام مانع الشح ، وليس هذا إلا من قوة الرغبة في القربة وصحة العقد ، فكان أفضل من غيره ، وتردد في الأول بكلمة ، أي التي هي للاستفهام ; لأن إطلاق الأفضلية فيه موضع التردد ، قوله : " الشحيح " صفة مشبهة من الشح ، قال ابن سيده : والشح والشح والشح : البخل ، والضم أعلى ، وقد شححت تشح وتشح وشححت تشح ، ورجل شحيح وشحاح من قوم أشحة وأشحاء ومشحاح ، ونفس شحة شحيحة ، وعن ابن الأعرابي : وشاحوا في الأمر وعليه .

                                                                                                                                                                                  وفي الجامع حكى قوم : الشح والشح ، وأرى أن يكون الفتح في المصدر والضم في الاسم ، وجمعه في أقل العدد أشحة ، ولم أسمع غيره .

                                                                                                                                                                                  وفي المنتهى لأبي المعاني : الشح بخل مع حرص ، وقال أبو إسحاق الحربي في كتابه غريب الحديث : للشح ثلاثة وجوه : الأول : أن تأخذ مال أخيك بغير حقه ، قال رجل لابن مسعود : ما أعطي ما أقدر على منعه ؟ قال : ذاك البخل ، والشح أن تأخذ مال أخيك بغير حق . الثاني : ما روي عن أبي سعيد الخدري أنه قال : الشح منع الزكاة وادخار الحرام . الثالث : ما روي أن تصدق وأنت صحيح شحيح ، قال : والذي يبرئ من الوجوه الثلاثة ، ما روي : " بريء من الشح من أدى الزكاة ، وقرى الضيف ، وأعطى في النائبة " .

                                                                                                                                                                                  وفي المغيث : الشح أبلغ في المنع من البخل ، والبخل في أفراد الأمور وخواص الأشياء ، والشح عام وهو كالوصف اللازم من قبل الطبع والجبلة ، وقيل : البخل بالمال والشح بالماء والمعروف . وقيل : الشحيح : البخيل مع التحرص .

                                                                                                                                                                                  وفي مجمع الغرائب : الشح المطاع هو البخل الشديد الذي يملك صاحبه بحيث لا يمكنه أن يخالف نفسه فيه .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية