الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      فيمن استودع إبلا فأكراها قلت : أرأيت إن استودعني رجل إبلا فأكريتها إلى مكة ، أيكون لربها من الكراء شيء أم لا ؟ قال : كل ما كان أصله أمانة فأكراه فربه مخير إن سلمت الإبل ورجعت بحالها ، في أن يأخذ كراءها ويأخذ الإبل ، وفي أن يتركها له ويضمنه قيمتها ، ولا شيء له من الكراء إذا كان قد حبسها عن أسواقها ومنافعه بها ، وهذا بمنزلة رجل أعاره رجل دابة أو أكراه دابة إلى موضع من المواضع فتعدى عليها ، لأن أصل هذا كله لم يضمنه إلا بتعديه فيه . فهذا كله باب واحد ، فهذا في الوديعة وفي الدين على نحو قول مالك مثل الذي يستعير الدابة فيتعدى ، ومثل الذي يتكارى الدابة فيتعدى عليها ، وهذا في الكراء والعارية قول مالك .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية