الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ غدق ]

                                                          غدق : الغدق : المطر الكثير العام ، وقد غيدق المطر : كثر ؛ عن أبي العميثل الأعرابي . والغدق أيضا : الماء الكثير وإن لم يك مطرا . وفي التنزيل : وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه ؛ قال ثعلب : ؛ يعني لو استقاموا على طريقة الكفر لفتحنا عليهم باب اغترار ، كقوله تعالى : لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ؛ والماء الغدق : الكثير ؛ وقال الزجاج : الغدق المصدر ، والغدق اسم الفاعل ؛ يقال : غدق يغدق غدقا فهو غدق إذا كثر الندى في المكان أو الماء ، قال : ويقرأ ماء غدقا ؛ قال الليث : وقوله : لأسقيناهم ماء غدقا أي لفتحنا عليهم أبواب المعيشة لنفتنهم بالشكر والصبر ، وقال الفراء مثله يقول : لو استقاموا على طريقة الكفر لزدنا في أموالهم فتنة عليهم وبلية ، وقال غيره : وأن لو استقاموا على طريقة الهدى لأسقيناهم ماء كثيرا ، ودليل هذا قوله تعالى : ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء ؛ أراد بالماء الغدق الماء الكثير . وأرض غدقة : في غاية الري وهي الندية المبتلة الربى الكثيرة الماء ، وعشبها غدق وغدقه بلله وريه ، وكذلك عشب غدق بين الغدق : مبتل ريان ؛ رواه أبو حنيفة وعزاه إلى النضر . وغدقت الأرض غدقا وأغدقت : أخصبت . وغدقت العين غدقا ، فهي غدقة ، واغدودقت : غزرت وعذبت . وماء مغدودق وغيداق : غزير . ومطر مغدودق : كثير . وغدقت عين الماء ، بالكسر أي غزرت . وعام غيداق : مخصب ، وكذلك السنة بغير هاء . أبو عمرو : غيث غيداق كثير الماء ، وعيش غيدق وغيداق واسع مخصب ، وقيل : الغيداق اسم ؛ وهم في غدق من العيش وغيداق . وغيدق الرجل : كثر لعابه على التشبيه . وفي حديث الاستسقاء : اسقنا غيثا غدقا مغدقا ؛ الغدق ، بفتح الدال : المطر الكبار القطر ، والمغدق مفعل منه أكده به ؛ وأغدق المطر يغدق إغداقا فهو مغدق . وفي الحديث : إذا نشأت السحابة من قبل العين ، فتلك عين غديقة ، وفي رواية : إذا نشأت بحرية فتشاءمت فتلك عين غديقة أي كثيرة الماء ؛ هكذا جاءت مصغرة وهو من تصغير التعظيم . وشاب غيدق وغيداق أي ناعم . والغيداق : الكريم الجواد الواسع الخلق الكثير العطية ، وقيل : هو الكثير الواسع من كل شيء ، وإنه لغيداق الجري والعدو ؛ قال تأبط شرا :


                                                          حتى نجوت ، ولما ينزعوا سلبي بواله من قنيص الشد غيداق

                                                          وشد غيداق : وهو الحضر الشديد . والغيداق : الطويل من الخيل ؛ عن السيرافي . والغيدق والغيداق والغيدقان : الرخص الناعم ؛ قال الشاعر :


                                                          بعد التصابي والشباب الغيدق

                                                          وقال آخر :


                                                          رب خليل لي غيداق رفل

                                                          وقال آخر :


                                                          جعد العناصي غيدقانا أغيدا

                                                          والغيداق من الغلمان : الذي لم يبلغ ، وقيل : هو ذو الرخاصة والنعمة . والغيداق من الضباب : الرخص السمين ، وقيل هو من ولد الضباب فوق المطبخ ، وقيل : هو دون المطبخ وفوق الحسل ، وقيل : هو الضب بين الضبين ، وقيل : هو الضب المسن العظيم . أبو زيد : يقال لولد الضب حسل ثم يصير غيداقا ثم يصير مطبخا ثم يكون ضبا مدركا ، ولم يذكر الخضرم بعد المطبخ ، وذكره خلف الأحمر . والغياديق : الحيات . وفي الحديث ذكر بئر غدق ، بفتحتين ، بئر معروفة بالمدينة ، والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية