الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ غذذ ]

                                                          غذذ : غذ العرق يغذ غذا وأغذ : سال . وغذ الجرح يغذ غذا : ورم . والغاذ : الغرب حيث كان من الجسد . وغذيذة الجرح : مدته وغثيثته . التهذيب : الليث : غذ الجرح يغذ إذا ورم ؛ قال الأزهري : أخطأ الليث في تفسير غذ ، والصواب غذ الجرح إذا سال ما فيه من قيح وصديد . وأغذ الجرح وأغث إذا أمد . وفي حديث طلحة : فجعل الدم يوم الجمل يغذ من ركبته أي يسيل ؛ غذ العرق إذا سال ما فيه من الدم ولم ينقطع ، ويجوز أن يكون من إغذاذ السير . والغاذ في العين : عرق يسقي ولا ينقطع ، وكلاهما اسم كالكاهل والغارب . وعرق غاذ : لا يرقأ ، وقال أبو زيد : تقول العرب للتي ندعوها نحن الغرب : الغاذ . وغذيذة الجرح : كغثيثته ، وهي مدته . وزعم يعقوب أن ذالها بدل من ثاء غثيثة . وروى ابن الفرج عن بعض الأعراب : غضضت منه وغذذت أي نقصته . والإغذاذ : الإسراع في السير ؛ وأنشد :


                                                          لما رأيت القوم في إغذاذ وأنه السير إلى بغذاذ     قمت فسلمت على معاذ
                                                          تسليم ملاذ على ملاذ     طرمذة مني على الطرماذ

                                                          وفي حديث الزكاة : فتأتي كأغذ ما كانت أي أسرع ؛ وأنشد . وأغذ السير وأغذ فيه : أسرع . وأغذ يغذ إغذاذا إذا أسرع في السير . وفي الحديث : إذا مررتم بأرض قوم قد عذبوا فأغذوا السير وأما قوله :


                                                          وإني وإياها لحتم مبيتنا     جميعا ، وسيرانا مغذ وذو فتر

                                                          فقد يكون على قولهم : ليل نائم . وقال أبو الحسن بن كيسان : أحسب أنه يقال أغذ السير نفسه . ويقال للبعير إذا كانت به دبرة فبرأت وهي تندى قيل : به غاذ ، وتركت جرحه يغذ . والمغاذ من الإبل : العيوف يعاف الماء ؛ ابن الأعرابي : هي الغاذة والغاذية لرماعة الصبي .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية