الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى

                                                                                                                                                                                                                                      وجيء يومئذ بجهنم كقوله تعالى: وبرزت الجحيم . قال ابن مسعود ومقاتل: تقاد جهنم بسبعين ألف زمام كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها حتى تنصب عن يسار العرش لها تغيظ وزفير وقد رواه مسلم في صحيحه عن ابن مسعود مرفوعا. يومئذ بدل من "إذا دكت" والعامل فيهما قوله تعالى: يتذكر الإنسان أي: يتذكر ما فرط فيه بتفاصيله بمشاهدة آثاره وأحكامه أو بمعاينة عينه على أن الأعمال تتجسم في النشأة الآخرة فيبرز كل من الحسنات والسيئات بما يناسبها من الصور الحسنة [ ص: 158 ]

                                                                                                                                                                                                                                      والقبيحة أو يتعظ. وقوله تعالى: وأنى له الذكرى اعتراض جيء به لتحقيق أنه ليس يتذكر حقيقة لعرائه عن الجدوى بعدم وقوعه في أوانه و"أنى" خبر مقدم و"الذكرى" مبتدأ و"له" متعلق بما تعلق به الخبر أي: ومن أين يكون له الذكرى وقد فات أوانها. وقيل: هناك مضاف محذوف أي: وأنى له منفعة الذكرى والاستدلال به على عدم وجوب قبول التوبة في دار التكليف مما لا وجه له على أن تذكره ليس من التوبة في شيء فإنه عالم بأنها إنما تكون في الدنيا كما يعرب عنه قوله تعالى: *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية