الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          61 - مسألة : وقدرته عز وجل وقوته حق لا يعجز عن شيء ، ولا عن كل ما يسأل عنه السائل من محال أو غيره مما لا يكون أبدا . قال عز وجل : { أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة } حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد ثنا إبراهيم بن أحمد البلخي ثنا الفربري ثنا البخاري ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا معن بن عيسى ثنا عبد الرحمن بن أبي الموال سمعت محمد بن المنكدر يحدث عبد الله بن الحسن قال : حدثني جابر بن عبد الله قال { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه الاستخارة - فذكر الحديث وفيه - اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك } وقال عز وجل : [ ص: 54 ] { لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين } وقال تعالى : { لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء } وقد أخبر عز وجل أنه قادر على ما لا يكون أبدا . قال عز وجل : { عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن } وقال تعالى : { والله على كل شيء قدير } وقال تعالى : { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } ولو لم يكن تعالى كذلك لكان متناهي القدرة ، ولو كان متناهي القدرة لكان محدثا ، تعالى الله عن ذلك ، وهو تعالى مرتب كل ما خلق ، وهو الذي أوجب [ ص: 55 ] الواجب وأمكن الممكن وأحال المحال ، ولو شاء أن يفعل كل ذلك على خلاف ما فعله ، لما أعجزه ذلك ، ولكان قادرا عليه ، ولو لم يكن كذلك لكان مضطرا لا مختارا . وهذا كفر ممن قاله . قال عز وجل : { وربك يخلق ما يشاء ويختار } .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية