الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون .

                                                                                                                                                                                                                                      وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة : لما عادوا إلى مصر؛ بعد مهلك فرعون؛ وعد الله (تعالى) موسى - عليه السلام - أن يعطيه التوراة؛ وضرب له ميقاتا: ذا القعدة؛ وعشر ذي الحجة؛ وقيل: وعد - عليه السلام - بني إسرائيل؛ وهو بمصر إن أهلك الله عدوهم أتاهم بكتاب من عند الله (تعالى)؛ فيه بيان ما يأتون؛ وما يذرون؛ فلما هلك فرعون سأل موسى ربه الكتاب؛ فأمره بصوم ثلاثين - وهو شهر ذي القعدة - ثم زاد عشرا من ذي الحجة؛ وعبر عنها بالليالي لأنها غرر الشهور؛ وصيغة المفاعلة بمعنى الثلاثي؛ وقيل: على أصلها؛ تنزيلا لقبول موسى - عليه السلام - منزلة الوعد؛ و"أربعين ليلة": مفعول ثان لـ "واعدنا"؛ على حذف المضاف؛ أي: تمام أربعين ليلة؛ وقرئ: "وعدنا"؛ ثم اتخذتم العجل ؛ بتسويل السامري إلها ومعبودا؛ و"ثم": للتراخي الرتبي؛ من بعده : أي: من بعد مضيه إلى الميقات؛ على حذف المضاف؛ وأنتم ظالمون : بإشراككم؛ ووضعكم للشيء في غير موضعه؛ وهو حال من ضمير "اتخذتم"؛ أو اعتراض تذييلي؛ أي: وأنتم قوم عادتكم الظلم؛ .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية