الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي ؛ " أخي " ؛ في موضع رفع؛ وجائز أن يكون في موضع نصب؛ المعنى : قال ربي : إني لا أملك إلا نفسي؛ وأخي أيضا لا يملك إلا نفسه؛ ورفعه من جهتين؛ إحداهما أن يكون نسقا على موضع " إني " ؛ المعنى : أنا لا أملك إلا نفسي؛ وأخي كذلك؛ ومثله قوله : أن الله بريء من المشركين ورسوله ؛ وجائز أن يكون عطفا على " ما " ؛ في قوله : " أملك " ؛ [ ص: 165 ] فالمعنى : أنا لا أملك أنا وأخي إلا أنفسنا؛ وجائز أن يكون " أخي " ؛ في موضع نصب من جهتين؛ إحداهما أن يكون نسقا على الياء في " إني " ؛ المعنى : إني وأخي لا نملك إلا أنفسنا؛ و " إني لا أملك إلا نفسي؛ وإن أخي لا يملك إلا نفسه " ؛ وجائز أن يكون معطوفا على " نفسي " ؛ فيكون المعنى : " لا أملك إلا نفسي؛ ولا أملك إلا أخي " ؛ لأن أخاه إذا كان مطيعا له فهو ملك طاعته؛ وقوله : إذ جعل فيكم أنبياء ؛ لا يصرف " أنبياء " ؛ لأنه مبني على ألف التأنيث؛ وهو غير مصروف في المعرفة والنكرة؛ لأن فيه علامة التأنيث؛ وهي؛ مع أنها علامة التأنيث؛ مبنية مع الاسم على غير خروج التأنيث عن التذكير؛ نحو " قائم " ؛ و " قائمة " ؛

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية