الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      [ ص: 468 ] كتاب حريم الآبار ما جاء في حريم الآبار والمياه قلت لابن القاسم : هل للبئر حريم عند مالك ، بئر ماشية أو بئر زرع أو غير ذلك من الآبار ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا ، ليس للآبار عند مالك حريم محدود ولا للعيون إلا ما يضر بها .

                                                                                                                                                                                      قال مالك : ومن الآبار آبار تكون في أرض رخوة وأخرى تكون في أرض صلبة أو في صفا ، فإن ذلك على قدر الضرر بالبئر . قلت : أرأيت إن كانت في أرض صلبة أو في صفا ، فأتى رجل ليحفر قربها فقام أهلها فقالوا : هذا عطن لإبلنا إذا وردت ، ومرابض لأغنامنا وأبقارنا إذا وردت . أيمنع الحافر من الحفر في ذلك الموضع وذلك لا يضر بالبئر ؟ قال : ما سمعت من مالك فيه شيئا إلا أني أرى أن يمنع من ذلك ، لأن هذا حق للبئر ولأهل البئر إذا كان هذا يضر بمناخهم ، فهو كالإضرار بمائهم . قلت : فإن أراد رجل أن يبني في ذلك الموضع ، أكان لهم أن يمنعوه كما كان لهم أن يمنعوه من الحفر فيه ، قال : نعم ، ولم أسمع هذا من مالك ، ولكن لما قال مالك إذا كان يضر بالبئر منع من ذلك ، فهذا كله ضرر بالبئر وبأهله .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية