الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما [73]

                                                                                                                                                                                                                                      ولئن أصابكم فضل من الله كفتح، وغنيمة، ونصر، وظفر، ونسبة إصابة الفضل إلى جنابه تعالى دون إصابة المصيبة من العادات الشريفة التنزيلية، كما في قوله تعالى: وإذا مرضت فهو يشفين [الشعراء: 80].

                                                                                                                                                                                                                                      ليقولن ندامة على تثبطه وقعوده وتهالكا على حطام الدنيا، وتحسرا على فواته كأن لم تكن بينكم وبينه مودة أي: صلة في الدين، ومعرفة بالصحبة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما فأصيب غنائم كثيرة، وحظا وافرا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: " كأن لم " إلخ، اعتراض بين الفعل وهو: " ليقولن " ومفعوله وهو: " يا ليتني " إلخ للتنبيه على ضعف عقيدتهم، وأن قولهم هذا قول من لم تتقدم له معكم مودة؛ لأن المنافقين كانوا يوادون المؤمنين ويصادقونهم في الظاهر، وإن كانوا [ ص: 1394 ] يبغون لهم الغوائل في الباطن، وفيه تعجيب أيضا من قولهم المذكور.

                                                                                                                                                                                                                                      قال بعض المفسرين: ثمرة ذلك تأكيد وجوب الجهاد وتحريم التثبيط عنه. انتهى.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما ذم تعالى المبطئين عن الجهاد رغب المؤمنين فيه بقوله سبحانه:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية