الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    89 - كتاب التعبير

                                                                                                                                                                    1 - باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم الجنة والمقاليد والموازين وغير ذلك مما يذكر.

                                                                                                                                                                    [ 6011 ] قال أبو داود الطيالسي : ثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: " وفدنا إلى معاوية مع زياد ومعنا أبو بكرة، فدخلنا عليه فقال له معاوية: حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم عسى الله أن ينفعنا به. قال: نعم، كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الرؤيا الصالحة ويسأل عنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم: أيكم رأى رؤيا، فقال رجل: أنا يا رسول الله، إني رأيت رؤيا، رأيت كأن ميزانا دلي من السماء فوزنت أنت وأبو بكر ، فرجحت بأبي بكر، ثم وزن أبو بكر بعمر فوزن أبو بكر عمر، ثم وزن عمر بعثمان فرجح عمر بعثمان، ثم رفع الميزان فاستاء لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: خلافة نبوة، ثم يؤتي الله الملك من يشاء. فغضب معاوية وزخ في أقفائنا فأخرجنا، فقال زياد لأبي بكرة: ما وجدت من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا تحدث به غير هذا! فقال: والله لا أحدثه إلا به حتى أفارقه. قال: فلم يزل زياد يطلب الإذن حتى أذن لنا فأدخلنا، فقال معاوية: يا أبا بكرة، حدثنا بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعل الله أن ينفعنا به. قال: فحدثه أيضا بمثل حديثه الأول، فقال له معاوية: لا أبا لك، تخبرنا أن نكون ملوكا فقد رضينا أن نكون ملوكا".

                                                                                                                                                                    قلت: رواه باختصار أبو داود في سننه، والترمذي في الجامع وصححه، والحاكم في المستدرك وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

                                                                                                                                                                    وله شاهد من حديث سفينة رواه البزار في مسنده وغيره بسند صحيح، وقد تقدم في [ ص: 355 ] كتاب الإمارة في باب ما جاء في الخلفاء.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية