الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ غفف ]

                                                          غفف : الغفة : البلغة من العيش ؛ قال الشاعر :


                                                          لا خير في طمع يدني إلى طبع وغفة من قوام العيش تكفيني

                                                          والفأرة غفة الهر ، أي : قوته ، وقيل : الغفة الفأرة فلم يسق ، قال :


                                                          يدير النهار بجشء له     كما عالج الغفة الخيطل

                                                          الخيطل : السنور ، وهذا بيت يعايا به ، يصف صبيا يدير نهارا ، أي : فرخ حبارى بجشء في يده ، وهو سهم خفيف أو عصية صغيرة ، ويروى : بحشر له . والغفة والغبة : القليل من العيش . والغفة : الشيء القليل من الربيع . واغتفت الفرس والخيل وتغففت : نالت غفة من الربيع ولم تكثر ، وقيل : إذا سمن بعض السمن . والاغتفاف : تناول العلف . وقيل : الغفة كلأ قديم بال وهو شر الكلأ ، والفعل كالفعل . وغفة الإناء والضرع : بقية ما فيه . وتغففه : أخذ غفته . وقال أبو زيد : اغتفت المال اغتفافا ، قال : وهو الكلأ المقارب والسمن المقارب ، قال طفيل الغنوي :


                                                          وكنا إذا ما اغتفت الخيل غفة     تجرد طلاب الترات مطلب

                                                          يقول : تجرد طالب الترة وهو مطلوب مع ذلك فرفعه بإضمار " هو " ، أي : هو مطلب ؛ كما قال الراجز :


                                                          ومنهل فيه الغراب ميت


                                                          كأنه من الأجون زيت


                                                          سقيت منه القوم واستقيت

                                                          " فيه الغراب ميت " أي : هو ميت ، والغفة : كالخلسة أيضا ، وهو ما تناوله البعير بفيه على عجلة منه . ويقال لما يبس من ورق الرطب : غف وقف .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية