الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      أن رآه استغنى

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: أن رآه استغنى مفعول له أي: يطغى لأن رأى نفسه مستغنيا على أن "استغنى" مفعول ثان لـ"رأى" لأنه بمعنى علم، ولذلك ساغ كون فاعله ومفعوله ضميري واحد كما في علمتني، وإن جوزه بعضهم في الرؤية البصرية أيضا وجعل من ذلك قول عائشة رضي الله عنها: لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما لنا طعام إلا الأسودان، وتعليل طغيانه برؤيته، لا بنفس الاستغناء كما ينبئ عنه قوله تعالى: ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض للإيذان بأن مدار طغيانه زعمه الفاسد.

                                                                                                                                                                                                                                      روي أن أبا جهل قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أتزعم أن من استغنى طغى ؟! فاجعل لنا جبال مكة فضة وذهبا؛ لعلنا نأخذ منها فنطغى فندع ديننا ونتبع دينك، فنزل عليه جبريل عليه السلام فقال: إن شئت فعلنا ذلك، ثم إن لم يؤمنوا فعلنا بهم ما فعلنا بأصحاب المائدة، فكف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدعاء إبقاء عليهم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية