الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إياك [ 5 ]

                                                                                                                                                                                                                                        نصب بوقوع نعبد عليه ، وقرأ الفضل بن عيسى الرقاشي ( أياك ) فتح الهمزة ، وقرأ عمرو بن فائد : ( إياك ) مخففا . والاسم من ( إياك ) عند الخليل وسيبويه : إيا ، والكاف موضع خفض . وعند الكوفيين : إياك اسم بكمالها ، وزعم الخليل رحمه الله أنه اسم مضمر . قال أبو العباس : هذا خطأ ، لا يضاف المضمر ، ولكنه مبهم مثل " كل " أضيف إلى ما بعده .

                                                                                                                                                                                                                                        ( نعبد ) فعل مستقبل ، وهو مرفوع عند الخليل وعند سيبويه لمضارعته الأسماء . وقال الكسائي : الفعل المستقبل مرفوع بالزوائد التي في أوله . وقال الفراء : هو مرفوع بسلامته من الجوازم والنواصب .

                                                                                                                                                                                                                                        ( وإياك ) منصوب بـ ( نستعين ) عطف جملة على جملة . وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش : ( نستعين ) بكسر النون ، وهذه لغة تميم ، وأسد ، وقيس ، وربيعة ، فعل ذلك ليدل على أنه من استعون يستعين . والأصل في نستعين نستعون ، قلبت حركة الواو على العين ، فلما انكسر ما قبل الواو صارت ياء ، والمصدر استعانة ، والأصل استعوان قلبت حركة الواو على العين فلما انفتح ما قبل الواو [ ص: 174 ] صارت ألفا ، ولا يلتقي ساكنان فحذفت الألف الثانية لأنها زائدة ، وقيل : الأولى لأن الثانية لمعنى ، ولزمت الهاء عوضا .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية