الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      75- وقوله: (وبالوالدين إحسانا) فجعله أمرا كأنه يقول: "وإحسانا بالوالدين" أي: "أحسنوا إحسانا".

                                                                                                                                                                                                                      وقال: (وقولوا للناس حسنا) فهو على أحد وجهين إما أن يكون يراد بـ "الحسن" "الحسن" كما تقول: "البخل" و"البخل"، وإما أن يكون جعل "الحسن" هو "الحسن" في التشبيه كما تقول: "إنما أنت أكل وشرب". قال الشاعر: [ عمرو بن معد يكرب ]:


                                                                                                                                                                                                                      (111) وخيل قد دلفت لها بخيل تحية بينهم ضرب وجيع

                                                                                                                                                                                                                      "دلفت": "قصدت" فجعل التحية ضربا. وهذه الكلمة في الكلام ليست بكثيرة وقد جاءت في القرآن. وقد قرأها بعضهم: (حسنا) يريد قولوا لهم : "حسنا" وقال بعضهم: (قولوا للناس حسنى) يؤنثها ولم ينونها، وهذا لا يكاد يكون لأن "الحسنى" لا يتكلم بها إلا بالألف واللام، كما لا يتكلم بتذكيرها إلا بالألف واللام لو قلت: "جاءني أحسن وأطول" لم يحسن حتى

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 135 ] تقول: "جاءني الأحسن والأطول" فكذلك هذا يقول: "جاءتني الحسنى والطولى". إلا أنهم قد جعلوا أشياء من هذا أسماء نحو: "دنيا" و "أولى". قال الراجز: [ العجاج ]:


                                                                                                                                                                                                                      (112) في سعي دنيا طال ما قد مدت

                                                                                                                                                                                                                      ويقولون: "هي خيرة النساء" ولا يكادون يفردونه وإفراده جائز.

                                                                                                                                                                                                                      وفي كتاب الله عز وجل: (فيهن خيرات حسان) وذلك أنه لم يرد "أفعل" وإنما أراد تأنيث الخير لأنه لما وصف فقال: "فلان خير" أشبه الصفات فأدخل الهاء للمؤنث.

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية