الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                      الجهاد

                                                                                                      5029 أخبرنا قتيبة قال حدثنا الليث عن سعيد عن عطاء بن ميناء سمع أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انتدب الله لمن يخرج في سبيله لا يخرجه إلا الإيمان بي والجهاد في سبيلي أنه ضامن حتى أدخله الجنة بأيهما كان إما بقتل وإما وفاة أو أن يرده إلى مسكنه الذي خرج منه ينال ما نال من أجر أو غنيمة

                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                      5029 [ ص: 119 ] ( انتدب الله ) أي : سارع بثوابه وحسن جزائه ، وقيل : بمعنى أجاب إلى المراد ، ففي " الصحاح " : ندبت فلانا لكذا فانتدب ، أي : أجاب إليه ، وقيل : معناه تكفل بالمطلوب ، ويدل عليه رواية للبخاري في باب الجهاد بلفظ : تكفل الله ، وبلفظ : توكل الله ، ووقع في رواية الأصيلي : " ائتدب " بياء مثناة تحتية مهموزة بدل النون ، من المأدبة ، وأطبقوا على أنه تصحيف ( لا يخرجه إلا الإيمان بي ) هو بالرفع على أنه فاعل يخرج والاستثناء مفرغ ، وقوله : " بي " ، فيه عدول عن ضمير الغيبة إلى ضمير المتكلم . قال ابن مالك [ ص: 120 ] كان الظاهر أن يقال : إلا الإيمان به والجهاد في سبيله " ، ولكنه على تقدير اسم فاعل من القول منصوب على الحال ، أي : انتدب الله لمن خرج في سبيله قائلا : لا يخرجه إلا الإيمان بي من باب الالتفات . قلت : هذا خطأ ؛ فإن شرط الالتفات أن يكون الجملتان من متكلم واحد ، وقوله : انتدب الله لمن يخرج في سبيله من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، وقوله : لا يخرجه إلا الإيمان بي والجهاد في سبيلي ، من كلام الله تعالى ، فلا يصح أن يكون التفاتا ؛ لأن الجملتين ليستا من متكلم واحد ، فتعين ما قاله ابن مالك ، وقوله : إن حذف الحال لا يجوز جوابه أنه من باب حذف القول ، وحذف القول من باب البحر ، حدث عنه ولا حرج .




                                                                                                      الخدمات العلمية