وَهِيَ مَكِّيَّةٌ عِنْدَ الْجُمْهُورِ ، وَكَذَا أَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ . وَأَخْرَجَ
النَّحَّاسُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=32288_28889سُورَةُ الشُّعَرَاءِ أُنْزِلَتْ بِمَكَّةَ سِوَى خَمْسِ آيَاتٍ مِنْ آخِرِهَا نَزَلَتْ
بِالْمَدِينَةِ ، وَهِيَ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=224وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ [ الشُّعَرَاءِ : 224 ] إِلَى آخِرِهَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ عَنِ
الْبَرَاءِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020973إِنَّ اللَّهَ أَعْطَانِيَ السَّبْعَ الطِّوَالَ مَكَانَ التَّوْرَاةِ ، وَأَعْطَانِي الْمِئِينَ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ ، وَأَعْطَانِي الطَّوَاسِينَ مَكَانَ الزَّبُورِ ، وَفَضَّلَنِي بِالْحَوَامِيمِ وَالْمُفَصَّلِ مَا قَرَأَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي .
وَأَخْرَجَ أَيْضًا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :
أُعْطِيتُ السُّورَةَ الَّتِي تُذْكَرُ فِيهَا الْبَقَرَةَ مِنَ الذِّكْرِ الْأَوَّلِ ، وَأُعْطِيتُ فَوَاتِحَ الْقُرْآنِ nindex.php?page=treesubj&link=28878وَخَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ ، وَأُعْطِيتُ الْمُفَصَّلَ نَافِلَةً .
قَالَ
ابْنُ كَثِيرٍ فِي تَفْسِيرِهِ : وَوَقَعَ فِي تَفْسِيرِ
مَالِكٍ الْمَرْوِيِّ عَنْهُ تَسْمِيَتُهَا بِسُورَةِ الْجُمُعَةِ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=1طسم nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=2تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=3لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=4إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=5وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=6فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=7أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=8إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=9وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=10وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=11قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=12قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=13وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=14وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=15قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=16فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=17أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=18قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=19وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=20قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=21فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=22وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ
قَوْلُهُ : 1 " طسم " قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ nindex.php?page=showalam&ids=17340وَيَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ ، وَأَبُو بَكْرٍ وَالْمُفَضَّلُ ، وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِإِمَالَةِ الطَّاءِ ، وَقَرَأَ
نَافِعٌ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَشَيْبَةُ nindex.php?page=showalam&ids=12300وَالزُّهْرِيُّ بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ ، وَاخْتَارَ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ
أَبُو عُبَيْدٍ وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْفَتْحِ مُشَبَّعًا .
وَقَرَأَ
الْمَدَنِيُّونَ وَأَبُو عَمْرٍو وَعَاصِمٌ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ بِإِدْغَامِ النُّونِ مِنْ : " طسن " فِي الْمِيمِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ ، وَحَمْزَةُ بِإِظْهَارِهَا .
قَالَ
الثَّعْلَبِيُّ : الْإِدْغَامُ اخْتِيَارُ
أَبِي عُبَيْدٍ وَأَبِي حَاتِمٍ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ فِي كِتَابِهِ فِيمَا يَجْرِي وَمَا لَا يَجْرِي أَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ : ( طَا سِينَ مِيمُ ) بِفَتْحِ النُّونِ ، وَضَمِّ الْمِيمِ ، كَمَا يُقَالُ : هَذَا مَعْدِي كَرْبُ .
وَقَرَأَ
عِيسَى وَيُرْوَى عَنْ
نَافِعٍ بِكَسْرِ الْمِيمِ عَلَى الْبِنَاءِ .
وَفِي مُصْحَفِ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ( ط س م ) هَكَذَا حُرُوفًا مُقَطَّعَةً فَيُوقَفُ عَلَى كُلِّ حَرْفٍ وَقْفَةً يَتَمَيَّزُ بِهَا عَنْ غَيْرِهِ ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ وَمَحَلُّهُ الرَّفْعُ عَلَى الِابْتِدَاءِ إِنْ كَانَ اسْمًا لِلسُّورَةِ كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْأَكْثَرُ أَوْ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ بِتَقْدِيرِ : اذْكُرْ أَوِ اقْرَأْ .
وَأَمَّا إِذَا كَانَ مَسْرُودًا عَلَى نَمَطِ التَّعْدِيدِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ هَذَا التَّفْسِيرِ فَلَا مَحَلَّ لَهُ مِنَ الْإِعْرَابِ .
وَقَدْ قِيلَ : إِنَّهُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ ، وَقِيلَ : اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الْقُرْآنِ ، وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=28997تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ إِلَى السُّورَةِ ، وَمَحَلُّهَا الرَّفْعُ عَلَى أَنَّهَا وَمَا بَعْدَهَا خَبَرٌ لِلْمُبْتَدَأِ إِنْ جَعَلْنَا ( طسم ) مُبْتَدَأً ، وَإِنْ جَعَلْنَاهُ خَبَرًا لِمُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ فَمَحَلُّهَا الرَّفْعُ عَلَى أَنَّهُ مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ مَا بَعْدَهُ ، أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، أَوْ بَدَلٌ مِنْ ( طسم ) ، وَالْمُرَادُ بِالْكِتَابِ هُنَا الْقُرْآنُ ، وَالْمُبِينُ : الْمُبِينُ الْمُظْهِرُ ، أَوِ الْبَيِّنُ الظَّاهِرُ إِنْ كَانَ مِنْ أَبَانَ بِمَعْنَى بَانَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=3لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَيْ : قَاتِلٌ نَفْسَكَ وَمُهْلِكُهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=3أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ أَيْ : لِعَدَمِ إِيمَانِهِمْ بِمَا جِئْتَ بِهِ ، وَالْبَخْعُ فِي الْأَصْلِ أَنْ يُبْلَغَ بِالذَّبْحِ النُّخَاعُ بِالنُّونِ قَامُوسٌ ، وَهُوَ عِرْقٌ فِي الْقَفَا ، وَقَدْ مَضَى تَحْقِيقُ هَذَا فِي سُورَةِ الْكَهْفِ ، وَقَرَأَ قَتَادَةُ " بَاخِعُ نَفْسِكَ " بِالْإِضَافَةِ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْقَطْعِ قَالَ : الْفَرَّاءُ
nindex.php?page=treesubj&link=28997_28908 ( أَنْ ) فِي قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=3أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ لِأَنَّهَا جَزَاءٌ ، قَالَ
النَّحَّاسُ : وَإِنَّمَا يُقَالُ : ( إِنْ ) مَكْسُورَةٌ لِأَنَّهَا جُزْءٌ ، هَكَذَا التَّعَارُفُ ، وَالْقَوْلُ فِي هَذَا مَا قَالَهُ
[ ص: 1053 ] nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ فِي كِتَابِهِ فِي الْقُرْآنِ إِنَّهَا فِي مَوْضِعِ نَصْبِ مَفْعُولٍ لِأَجْلِهِ ، وَالْمَعْنَى لَعَلَّكَ قَاتِلٌ نَفْسَكَ لِتَرْكِهِمُ الْإِيمَانَ ، وَفِي هَذَا تَسْلِيَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - لِأَنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى إِيمَانِ قَوْمِهِ شَدِيدَ الْأَسَفِ لِمَا يَرَاهُ مِنْ إِعْرَاضِهِمْ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=4إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً مُسْتَأْنَفَةٌ مَسُوقَةٌ لِتَعْلِيلِ مَا سَبَقَ مِنَ التَّسْلِيَةِ ، وَالْمَعْنَى : إِنْ نَشَأْ نَنْزِلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً تُلْجِئُهُمْ إِلَى الْإِيمَانِ ، وَلَكِنْ قَدْ سَبَقَ الْقَضَاءُ بِأَنَّا لَا نَنْزِلُ ذَلِكَ ،
nindex.php?page=treesubj&link=28997وَمَعْنَى nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=4فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ أَنَّهُمْ صَارُوا مُنْقَادِينَ لَهَا : أَيْ : فَتَظَلُّ أَعْنَاقُهُمْ إِلَخْ ، قِيلَ : وَأَصْلُهُ فَظَلُّوا لَهَا خَاضِعِينَ فَأُقْحِمَتِ الْأَعْنَاقُ لِزِيَادَةِ التَّقْرِيرِ وَالتَّصْوِيرِ ; لِأَنَّ الْأَعْنَاقَ مَوْضِعُ الْخُضُوعِ ، وَقِيلَ : إِنَّهَا لَمَّا وُضِعَتِ الْأَعْنَاقُ مَوْضِعَ الْخُضُوعِ ، وَقِيلَ : إِنَّهَا لِمَا وُضِعَتِ الْأَعْنَاقُ بِصِفَاتِ الْعُقَلَاءِ أُجْرِيَتْ مَجْرَاهُمْ وَوُصِفَتْ بِمَا يُوصَفُونَ بِهِ .
قَالَ
عِيسَى بْنُ عُمَرَ : ( خَاضِعِينَ ) ، وَ ( خَاضِعَةً ) هُنَا سَوَاءٌ ، وَاخْتَارَهُ الْمُبَرِّدُ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهَا إِذَا ذَلَّتْ رِقَابُهُمْ ذُلُّوا ، فَالْإِخْبَارُ عَنِ الرِّقَابِ إِخْبَارٌ عَنْ أَصْحَابِهَا ، وَيَسُوغُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ أَنْ يُتْرَكَ الْخَبَرُ عَنِ الْأَوَّلِ ، وَيُخْبَرَ عَنِ الثَّانِي ، وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ :
طُولَ اللَّيَالِي أَسْرَعَتْ فِي نَقْضِي طَوَيْنَ طُولِي وَطَوَيْنَ عَرْضِي
فَأَخْبَرَ عَنِ اللَّيَالِي وَتَرَكَ الطُّولَ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
جَرِيرٍ :
أَرَى مَرَّ السِّنِينَ أَخَذْنَ مِنِّي كَمَا أَخَذَ السِّرَارُ مِنَ الْهِلَالِ
وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ : إِنَّ الْمَعْنَى خَاضِعِيهَا هُمْ ، وَضَعَّفَهُ
النَّحَّاسُ ، وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : أَعْنَاقُهُمْ كُبَرَاؤُهُمْ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : وَهَذَا مَعْرُوفٌ فِي اللُّغَةِ ، يُقَالُ : جَاءَنِي عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ أَيْ : رُؤَسَاءٌ مِنْهُمْ .
وَقَالَ
أَبُو زَيْدٍ وَالْأَخْفَشُ : أَعْنَاقُهُمْ جَمَاعَاتُهُمْ ، يُقَالُ : جَاءَنِي عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ : أَيْ : جَمَاعَةٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=28997وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ بَيَّنَ - سُبْحَانَهُ - أَنَّهُ مَعَ اقْتِدَارِهِ عَلَى أَنْ يَجْعَلَهُمْ مُلْجَئِينَ إِلَى الْإِيمَانِ يَأْتِيهِمْ بِالْقُرْآنِ حَالًا بَعْدَ حَالٍ ، وَأَنْ لَا يُجَدِّدَ لَهُمْ مَوْعِظَةً وَتَذْكِيرًا إِلَّا جَدَّدُوا مَا هُوَ نَقِيضُ الْمَقْصُودِ ، وَهُوَ الْإِعْرَاضُ وَالتَّكْذِيبُ وَالِاسْتِهْزَاءُ ، وَ " مِنْ " فِي مِنْ ذِكْرٍ مَزِيدَةٌ لِتَأْكِيدِ الْعُمُومِ ، وَمِنْ فِي مِنْ رَبِّهِمْ لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ ، وَالِاسْتِثْنَاءُ مُفَرَّغٌ مِنْ أَعَمِّ الْعَامِّ ، مَحَلُّهُ النَّصْبُ عَلَى الْحَالِيَّةِ مِنْ مَفْعُولِ ( يَأْتِيهِمْ ) ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ مِثْلِ هَذِهِ الْآيَةِ فِي سُورَةِ الْأَنْبِيَاءِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=6فَقَدْ كَذَّبُوا أَيْ : بِالذِّكْرِ الَّذِي يَأْتِيهِمْ تَكْذِيبًا صَرِيحًا وَلَمْ يَكْتَفُوا بِمُجَرَّدِ الْإِعْرَاضِ ، وَقِيلَ : إِنَّ الْإِعْرَاضَ بِمَعْنَى التَّكْذِيبِ ، لِأَنَّ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ شَيْءٍ وَلَمْ يَقْبَلْهُ فَقَدْ كَذَّبَهُ ، وَعَلَى هَذَا فَيَكُونُ ذِكْرُ التَّكْذِيبِ لِلدَّلَالَةِ عَلَى صُدُورِ ذَلِكَ مِنْهُمْ عَلَى وَجْهِ التَّصْرِيحِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ، فَالْإِعْرَاضُ عَنِ الشَّيْءِ عَدَمُ الِالْتِفَاتِ إِلَيْهِ ، ثُمَّ انْتَقَلُوا عَنْ هَذَا إِلَى مَا هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ وَهُوَ التَّصْرِيحُ بِالتَّكْذِيبِ ، ثُمَّ انْتَقَلُوا عَنِ التَّكْذِيبِ إِلَى مَا هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ ، وَهُوَ الِاسْتِهْزَاءُ كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ
nindex.php?page=treesubj&link=28997_30539قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=6فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ وَالْأَنْبَاءُ هِيَ مَا يَسْتَحِقُّونَهُ مِنَ الْعُقُوبَةِ آجِلًا وَعَاجِلًا ، وَسُمِّيَتْ أَنْبَاءَ لِكَوْنِهَا مِمَّا أَنْبَأَ عَنْهُ الْقُرْآنُ وَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=6مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ، وَلَمْ يَقُلْ مَا كَانُوا عَنْهُ مُعَرِضِينَ ، أَوْ مَا كَانُوا بِهِ يُكَذِّبُونَ ، لِأَنَّ الِاسْتِهْزَاءَ أَشَدُّ مِنْهُمَا وَمُسْتَلْزِمٌ لَهُمَا ، وَفِي هَذَا وَعِيدٌ شَدِيدٌ ، وَقَدْ مَرَّ تَفْسِيرُ مِثْلِ هَذَا فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ .
ثُمَّ ذَكَرَ - سُبْحَانَهُ - مَا يَدُلُّ عَلَى كَمَالِ قُدْرَتِهِ مِنَ الْأُمُورِ الْحِسِّيَّةِ الَّتِي يَحْصُلُ بِهَا لِلْمُتَأَمِّلِ فِيهَا وَالنَّاظِرِ إِلَيْهَا وَالْمُسْتَدِلِّ بِهَا أَعْظَمُ دَلِيلٍ وَأَوْضَحُ بُرِهَانٍ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=28997_19787أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ الْهَمْزَةُ لِلتَّوْبِيخِ ، وَالْوَاوُ لِلْعَطْفِ عَلَى مُقَدَّرٍ كَمَا فِي نَظَائِرِهِ ، فَنَبَّهَ - سُبْحَانَهُ - عَلَى عَظَمَتِهِ وَقُدْرَتِهِ ، وَأَنَّ هَؤُلَاءِ الْمُكَذِّبِينَ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَوْ نَظَرُوا حَقَّ النَّظَرِ لَعَلِمُوا أَنَّهُ - سُبْحَانَهُ - الَّذِي يَسْتَحِقُّ أَنْ يُعْبَدَ ، وَالْمُرَادُ بِالزَّوْجِ هُنَا الصِّنْفُ .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : هُوَ اللَّوْنُ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : مَعْنَى زَوْجٍ : نَوْعٌ ، وَكَرِيمٍ : مَحْمُودٌ ، وَالْمَعْنَى : مِنْ كُلِّ زَوْجٍ نَافِعٍ لَا يَقْدِرُ عَلَى إِنْبَاتِهِ إِلَّا رَبُّ الْعَالَمِينَ ، وَالْكَرِيمُ فِي الْأَصْلِ : الْحَسَنُ الشَّرِيفُ ، يُقَالُ : نَخْلَةٌ كَرِيمَةٌ : أَيْ : كَثِيرَةُ الثَّمَرَةِ ، وَرَجُلٌ كَرِيمٌ : شَرِيفٌ فَاضِلٌ ، وَكِتَابٌ كَرِيمٌ : إِذَا كَانَ مُرْضِيًا فِي مَعَانِيهِ ، وَالنَّبَاتُ الْكَرِيمُ هُوَ الْمُرْضِي فِي مَنَافِعِهِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيُّ : النَّاسُ مِثْلُ نَبَاتِ الْأَرْضِ فَمَنْ صَارَ مِنْهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ فَهُوَ كَرِيمٌ ، وَمَنْ صَارَ مِنْهُمْ إِلَى النَّارِ فَهُوَ لَئِيمٌ .
وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=8إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً إِلَى الْمَذْكُورِ قَبْلَهُ : أَيْ : إِنَّ فِيمَا ذُكِرَ مِنَ الْإِنْبَاتِ فِي الْأَرْضِ لَدِلَالَةٌ بَيِّنَةٌ ، وَعَلَامَةٌ وَاضِحَةٌ عَلَى كَمَالِ قُدْرَةِ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - وَبَدِيعِ صَنْعَتِهِ .
ثُمَّ أَخْبَرَ - سُبْحَانَهُ - بِأَنَّ أَكْثَرَ هَؤُلَاءِ مُسْتَمِرٌّ عَلَى ضَلَالَتِهِ مُصَمِّمٌ عَلَى جُحُودِهِ وَتَكْذِيبِهِ وَاسْتِهْزَائِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=8وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ أَيْ : سَبْقٌ عِلْمِيٌّ فِيهِمْ أَنَّهُمْ سَيَكُونُونَ هَكَذَا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : إِنَّ ( كَانَ ) هُنَا صِلَةٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=9وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ أَيِ : الْغَالِبُ الْقَاهِرُ لِهَؤُلَاءِ بِالِانْتِقَامِ مِنْهُمْ مَعَ كَوْنِهِ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ ، وَلِذَلِكَ أَمْهَلَهُمْ وَلَمْ يُعَاجِلْهُمْ بِالْعُقُوبَةِ ، أَوِ الْمَعْنَى : أَنَّهُ مُنْتَقِمٌ مِنْ أَعْدَائِهِ رَحِيمٌ بِأَوْلِيَائِهِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=28997_31910وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى إِلَخْ مُسْتَأْنَفَةٌ مَسُوقَةٌ لِتَقْرِيرِ مَا قَبْلَهَا مِنَ الْإِعْرَاضِ وَالتَّكْذِيبِ وَالِاسْتِهْزَاءِ ، وَالْعَامِلُ فِي الظَّرْفِ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ : وَاتْلُ إِذْ نَادَى أَوِ اذْكُرْ ، وَالنِّدَاءُ ، الدُّعَاءُ ، وَ
nindex.php?page=treesubj&link=31910_31913_28908_28997 ( أَنْ ) فِي قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=10أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُفَسِّرَةً ، وَأَنْ تَكُونَ مَصْدَرِيَّةً ، وَوَصْفُهُمْ بِالظُّلْمِ لِأَنَّهُمْ جَمَعُوا بَيْنَ الْكُفْرِ الَّذِي ظَلَمُوا بِهِ أَنْفُسَهُمْ وَبَيْنَ الْمَعَاصِي الَّتِي ظَلَمُوا بِهَا غَيْرَهُمْ كَاسْتِعْبَادِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَذَبْحِ أَبْنَائِهِمْ .
وَانْتِصَابُ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=11قَوْمَ فِرْعَوْنَ عَلَى أَنَّهُ بَدَلٌ ، أَوْ عَطْفُ بَيَانٍ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=11أَلَا يَتَّقُونَ أَلَا يَخَافُونَ عِقَابَ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - فَيَصْرِفُونَ عَنْ أَنْفُسِهِمْ عُقُوبَةَ اللَّهِ بِطَاعَتِهِ .
وَقِيلَ الْمَعْنَى : قُلْ لَهُمْ أَلَا تَتَّقُونَ ، وَجَاءَ بِالْيَاءِ التَّحْتِيَّةِ لِأَنَّهُمْ غُيَّبٌ وَقْتَ الْخِطَابِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16531عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ وَأَبُو حَازِمٍ " أَلَا تَتَّقُونَ " بِالْفَوْقِيَّةِ ، أَيْ : قُلْ لَهُمْ ذَلِكَ ، وَمِثْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=12قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ [ آلِ عِمْرَانَ : 12 ] بِالتَّحْتِيَّةِ وَالْفَوْقِيَّةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=28997_31913قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ أَيْ : قَالَ
مُوسَى هَذِهِ الْمَقَالَةَ ، وَالْمَعْنَى : أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِي فِي الرِّسَالَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=13وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي مَعْطُوفَانِ عَلَى أَخَافُ أَيْ : يَضِيقُ صَدْرِي لِتَكْذِيبِهِمْ إِيَّايَ ، وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي بِتَأْدِيَةِ الرِّسَالَةِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِرَفْعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=97يَضِيقُ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=13وَلَا يَنْطَلِقُ بِالْعَطْفِ عَلَى أَخَافُ
[ ص: 1054 ] كَمَا ذَكَرْنَا ، أَوْ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ ، وَقَرَأَ
يَعْقُوبُ ، وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ ، وَأَبُو حَيْوَةَ بِنَصْبِهِمَا عَطَفًا عَلَى ( يُكَذِّبُونِ ) قَالَ
الْفَرَّاءُ : كِلَا الْقِرَاءَتَيْنِ لَهُ وَجْهٌ ، قَالَ
النَّحَّاسُ الْوَجْهُ : الرَّفْعُ ، لِأَنَّ النَّصْبَ عَطْفٌ عَلَى ( يُكَذِّبُونِ ) وَهَذَا بَعِيدٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=28997_31954فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ أَيْ : أَرْسِلْ إِلَيْهِ
جِبْرِيلَ بِالْوَحْيِ لِيَكُونَ مَعِيَ رَسُولًا مُوَازِرًا مُظَاهِرًا مُعَاوِنًا ، وَلَمْ يَذْكُرِ الْمُوَازَرَةَ هُنَا لِأَنَّهَا مَعْلُومَةٌ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ كَقَوْلِهِ فِي طه
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=29وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا [ طه : 29 ] ، وَفِي الْقِصَصِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=34فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي [ الْقَصَصِ : 34 ] ، وَهَذَا مِنْ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - مِنْ بَابِ طَلَبِ الْمُعَاوَنَةِ لَهُ بِإِرْسَالِ أَخِيهِ ، لَا مِنْ بَابِ الِاسْتِعْفَاءِ مِنَ الرِّسَالَةِ ، وَلَا مِنَ التَّوَقُّفِ عَنِ الْمُسَارَعَةِ بِالِامْتِثَالِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=14وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ الذَّنْبُ هُوَ قَتْلُهُ لِلْقِبْطِيِّ ، وَسَمَّاهُ ذَنْبًا بِحَسَبِ زَعْمِهِمْ ، فَخَافَ
مُوسَى أَنْ يَقْتُلُوهُ بِهِ ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31791الْخَوْفَ قَدْ يَحْصُلُ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ فَضْلًا عَنِ الْفُضَلَاءِ ، ثُمَّ أَجَابَهُ - سُبْحَانَهُ - بِمَا يَشْتَمِلُ عَلَى نَوْعٍ مِنَ الرَّدْعِ وَطَرَفٍ مِنَ الزَّجْرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=15قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا وَفِي ضِمْنِ هَذَا الْجَوَابِ إِجَابَةُ
مُوسَى إِلَى مَا طَلَبَهُ مِنْ ضَمِّ أَخِيهِ إِلَيْهِ كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ تَوْجِيهُ الْخِطَابِ إِلَيْهِمَا كَأَنَّهُ قَالَ : ارْتَدِعْ يَا
مُوسَى عَنْ ذَلِكَ وَاذْهَبْ أَنْتَ وَمَنِ اسْتَدْعَيْتَهُ وَلَا تَخَفْ مِنَ الْقِبْطِ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=15إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ وَفِي هَذَا تَعْلِيلٌ لِلرَّدْعِ عَنِ الْخَوْفِ ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ - سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=46إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى [ طه : 46 ] وَأَرَادَ بِذَلِكَ - سُبْحَانَهُ - تَقْوِيَةَ قُلُوبِهِمَا وَأَنَّهُ مُتَوَلٍّ لِحِفْظِهِمَا وَكَلَاءَتِهِمَا وَأَجْرَاهُمَا مَجْرَى الْجَمْعِ ، فَقَالَ : مَعَكُمْ لَكِنَّ الِاثْنَيْنِ أَقَلُّ الْجَمْعِ عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ بَعْضُ الْأَئِمَّةِ أَوْ لِكَوْنِهِ أَرَادَ
مُوسَى وَهَارُونَ وَمَنْ أُرْسِلَا إِلَيْهِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ هُمَا مَعَ
بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَ مَعَكُمْ وَ مُسْتَمِعُونَ خَبَرَانِ لِإِنَّ ، أَوِ الْخَبَرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=15مُسْتَمِعُونَ ، وَ مَعَكُمْ مُتَعَلِّقٌ بِهِ ، وَلَا يَخْفَى مَا فِي الْمَعِيَّةِ مِنَ الْمَجَازِ : لِأَنَّ الْمُصَاحِبَةَ مِنْ صِفَاتِ الْأَجْسَامِ ، فَالْمُرَادُ مَعِيَّةُ النُّصْرَةِ وَالْمَعُونَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=16nindex.php?page=treesubj&link=31913_28997فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ الْفَاءُ لِتَرْتِيبِ مَا بَعْدَهَا عَلَى مَا قَبْلَهَا ، وَوَحَّدَ الرَّسُولُ هُنَا وَلَمْ يُثَنِّهِ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=47إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ [ طه : 47 ] لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى رِسَالَةٍ ، وَالْمَصْدَرُ يُوَحَّدُ ، وَأَمَّا إِذَا كَانَ بِمَعْنَى الْمُرْسَلِ فَإِنَّهُ يُثَنَّى مَعَ الْمُثَنَّى وَيُجْمَعُ مَعَ الْجَمْعِ ، قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : ( رَسُولُ ) بِمَعْنَى رِسَالَةٍ ، وَالتَّقْدِيرُ عَلَى هَذَا : إِنَّا ذَوَا رِسَالَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
أَلَا أَبْلِغْ أَبَا عَمْرٍو رَسُولًا فَإِنِّي عَنْ فُتَاحَتِكُمْ غَنِيُّ
أَيْ : رِسَالَةً .
وَقَالَ
الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ :
أَلَا مَنْ مُبَلِّغٌ عَنِّي خُفَافًا رَسُولًا بَيْتُ أَهْلِكِ مُنْتَهَاهَا
أَيْ : رِسَالَةً .
قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ - أَيْضًا وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الرَّسُولُ بِمَعْنَى الِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعِ ، تَقُولُ الْعَرَبُ : هَذَا رَسُولِي وَوَكِيلِي ، وَهَذَانِ رَسُولِي وَوَكِيلِي ، وَهَؤُلَاءِ رَسُولِي وَوَكِيلِي ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ - تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=77فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي [ الشُّعَرَاءِ : 77 ] وَقِيلَ : مَعْنَاهُ : إِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَقِيلَ : إِنَّهُمَا لَمَّا كَانَا مُتَعَاضِدِينَ وَمُتَسَانِدِينَ فِي الرِّسَالَةِ كَانَا بِمَنْزِلَةِ رَسُولٍ وَاحِدٍ .
وَ ( أَنْ ) فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28997_31920قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=17أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُفَسِّرَةٌ لِتَضَمُّنِ الْإِرْسَالِ الْمَفْهُومِ مِنَ الرَّسُولِ مَعْنَى الْقَوْلِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=28997_31913قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا أَيْ : قَالَ
فِرْعَوْنُ لِمُوسَى بَعْدَ أَنْ أَتَيَاهُ وَقَالَا لَهُ مَا أَمَرَهُمَا اللَّهُ بِهِ ، وَمَعْنَى فِينَا أَيْ : فِي حِجْرِنَا وَمَنَازِلِنَا ، أَرَادَ بِذَلِكَ الْمَنَّ عَلَيْهِ وَالِاحْتِقَارَ لَهُ ، أَيْ : رَبَّيْنَاكَ لَدَيْنَا صَغِيرًا وَلَمْ نَقْتُلْكَ فِيمَنْ قَتَلْنَا مِنَ الْأَطْفَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=28997_31913وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ فَمَتَى كَانَ هَذَا الَّذِي تَدَّعِيهِ ؟ قِيلَ : لَبِثَ فِيهِمْ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً ، وَقِيلَ : ثَلَاثِينَ سَنَةً ، وَقِيلَ : أَرْبَعِينَ سَنَةً ، ثُمَّ قَرَّرَ بِقَتْلِ الْقِبْطِيِّ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=28997_31922وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ الْفَعْلَةُ بِفَتْحِ الْفَاءِ : الْمَرَّةُ مِنَ الْفِعْلِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيُّ " فِعْلَتَكَ " بِكَسْرِ الْفَاءِ ، وَالْفَتْحُ أَوْلَى لِأَنَّهَا لِلْمَرَّةِ الْوَاحِدَةِ لَا لِلنَّوْعِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ لَمَّا عَدَّدَ عَلَيْهِ النِّعَمَ ذَكَرَ لَهُ ذُنُوبَهُ ، وَأَرَادَ بِالْفِعْلِ قَتْلَ الْقِبْطِيِّ ، ثُمَّ قَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=19وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ أَيْ : مِنَ الْكَافِرِينَ لِلنِّعْمَةِ حَيْثُ قَتَلْتَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِي ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : مِنَ الْكَافِرِينَ بِأَنَّ فِرْعَوْنَ إِلَهٌ ، وَقِيلَ : مِنَ الْكَافِرِينَ بِاللَّهِ فِي زَعْمِهِ لِأَنَّهُ كَانَ مَعَهُمْ عَلَى دِينِهِمْ ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=20nindex.php?page=treesubj&link=28997_31913قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ أَيْ : قَالَ
مُوسَى مُجِيبًا لِفِرْعَوْنَ : فَعَلْتُ هَذِهِ الْفَعْلَةَ الَّتِي ذَكَرْتَ ، وَهِيَ قَتْلُ الْقِبْطِيِّ وَأَنَا إِذْ ذَاكَ مِنَ الضَّالِّينَ أَيِ : الْجَاهِلِينَ ، فَنَفَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - عَنْ نَفْسِهِ الْكُفْرَ ، وَأَخْبَرَ أَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ عَلَى الْجَهْلِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُ الْعِلْمُ الَّذِي عَلَّمَهُ اللَّهُ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : مِنَ الْجَاهِلِينَ أَنَّ تِلْكَ الْوَكْزَةَ تَبْلُغُ الْقَتْلَ ، وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : مِنَ النَّاسِينَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=21فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ أَيْ : خَرَجْتُ مِنْ بَيْنِكُمْ إِلَى
مِدْيَنَ كَمَا فِي سُورَةِ الْقَصَصِ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=21فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا أَيْ : نُبُوَّةً أَوْ عِلْمًا وَفَهْمًا ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْمُرَادُ بِالْحُكْمِ تَعْلِيمُهُ التَّوْرَاةَ الَّتِي فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=28997_31913وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ قِيلَ : هَذَا الْكَلَامُ مِنْ
مُوسَى عَلَى جِهَةِ الْإِقْرَارِ بِالنِّعْمَةِ كَأَنَّهُ قَالَ نَعَمْ تِلْكَ التَّرْبِيَةُ نِعْمَةٌ تَمُنُّ بِهَا عَلَيَّ ، وَلَكِنْ لَا يَدْفَعُ ذَلِكَ رِسَالَتِي ، وَبِهَذَا قَالَ
الْفَرَّاءُ ، nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ .
وَقِيلَ : هُوَ مِنْ
مُوسَى عَلَى جِهَةِ الْإِنْكَارِ أَيْ : أَتَمُنُّ عَلَيَّ بِأَنْ رَبَّيْتَنِي وَلِيدًا وَأَنْتَ قَدِ اسْتَعْبَدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقَتَلْتَهُمْ وَهُمْ قَوْمِي ؟
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْمُفَسِّرُونَ أَخْرَجُوا هَذَا عَلَى جِهَةِ الْإِنْكَارِ : بِأَنْ يَكُونَ مَا ذَكَرَ فِرْعَوْنُ نِعْمَةً عَلَى
مُوسَى ، وَاللَّفْظُ لَفْظُ خَبَرٍ ، وَفِيهِ تَبْكِيتٌ لِلْمُخَاطَبِ عَلَى مَعْنَى : أَنَّكَ لَوْ كُنْتَ لَا تَقْتُلُ أَبْنَاءَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَكَانَتْ أُمِّي مُسْتَغْنِيَةً عَنْ قَذْفِي فِي الْيَمِّ ، فَكَأَنَّكَ تَمُنُّ عَلَيَّ مَا كَانَ بَلَاؤُكَ سَبَبًا لَهُ ، وَذَكَرَ نَحْوَهُ
الْأَزْهَرِيُّ بِأَبْسَطَ مِنْهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : يَقُولُ التَّرْبِيَةُ كَانَتْ بِالسَّبَبِ الَّذِي ذَكَرْتَ مِنَ التَّعْبِيدِ : أَيْ : تَرْبِيَتُكَ إِيَّايَ كَانَتْ لِأَجْلِ التَّمَلُّكِ وَالْقَهْرِ لِقَوْمِي .
وَقِيلَ : إِنَّ فِي الْكَلَامِ تَقْدِيرَ الِاسْتِفْهَامِ أَيْ : أَوَ تِلْكَ نِعْمَةٌ ؟ قَالَهُ
الْأَخْفَشُ ، وَأَنْكَرَهُ
النَّحَّاسُ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : وَمَنْ قَالَ إِنَّ الْكَلَامَ إِنْكَارٌ قَالَ مَعْنَاهُ : أَوَ تِلْكَ نِعْمَةٌ ؟
nindex.php?page=treesubj&link=28997_31920وَمَعْنَى nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=22أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِ اتَّخَذْتَهُمْ عُبَيْدًا ، يُقَالُ : عَبَّدْتُهُ وَأَعْبَدْتُهُ بِمَعْنًى ، كَذَا قَالَ
الْفَرَّاءُ ، وَمَحَلُّهُ الرَّفْعُ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ بَدَلٌ مِنْ نِعْمَةٍ ، وَالْجَرُّ بِإِضْمَارِ الْبَاءِ ، وَالنَّصْبُ بِحَذْفِهَا .
[ ص: 1055 ] وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=4فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ قَالَ : ذَلِيلِينَ .
وَأَخْرَجَ ،
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=14وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ قَالَ : قَتْلُ النَّفْسِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=19وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ قَالَ : لِلنِّعْمَةِ ، إِنَّ فِرْعَوْنَ لَمْ يَكُنْ لِيَعْلَمَ مَا الْكُفْرُ ؟ ، وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=20فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ قَالَ : مِنَ الْجَاهِلِينَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=22أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ : قَهَرْتَهُمْ وَاسْتَعْمَلْتَهُمْ .