الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      الكاشغري

                                                                                      الشيخ المعمر مسند العراق أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان بن يوسف بن أزرتق التركي الكاشغري ثم البغدادي الزركشي .

                                                                                      ولد سنة أربع وخمسين .

                                                                                      [ ص: 149 ] وسمع من أبي الفتح بن البطي ، وأحمد بن محمد الكاغدي ، وعلي بن تاج القراء ، وأحمد بن عبد الغني الباجسرائي ، ويحيى بن ثابت ، وأبي بكر بن النقور ، ونفيسة البزازة ، وهبة الله بن يحيى البوقي ، وجماعة .

                                                                                      وطال عمره ، وبعد صيته ، وقد حدث بدمشق وحلب في سنة إحدى وعشرين وستمائة ، ورجع إلى بغداد وبقي إلى هذا الوقت ، وتكاثر عليه الطلبة .

                                                                                      حدث عنه ابن نقطة ، والبرزالي ، والضياء ، وابن النجار ، والمحب عبد الله ، وموسى بن أبي الفتح ، وعبد الرحيم بن الزجاج ، ومحيي الدين يحيى بن القلانسي ، والمدرس كمال الدين إبراهيم بن أمين الدولة ، وتقي الدين بن الواسطي وأخوه ، وعز الدين بن الفراء ، والتقي بن مؤمن ، ومجد الدين بن العديم ، وفتاه بيبرس ، ومحيي الدين بن النحاس ، وابن عمه أيوب ، ومجد الدين بن الظهير ، وأحمد بن محمد بن العماد ، وعبد الكريم بن المعذل ، وعلي بن عبد الدائم ، وعلي بن عثمان الطيبي ، وعدد كثير .

                                                                                      وبالإجازة عدة .

                                                                                      قال ابن نقطة : سماعه صحيح .

                                                                                      وقال ابن الحاجب : كان شيخا سهلا سمحا ، ضحوك السن ، له أصول يحدث منها ، وكان سليم الباطن ، مشتغلا بصنعته ، إلا أنه كان يتشيع ، ولم يظهر منه إلا الجميل .

                                                                                      وقال ابن الساعي : رتب مسمعا بمشيخة المستنصرية في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين وستمائة - يعني بعد ابن القبيطي .

                                                                                      [ ص: 150 ] قلت : وقد عمر ، وساء خلقه ، وبقي يحدث بالأجرة ، ويتعاسر ، وحكاية المحب معه اشتهرت ، فإنه رحل وبادر إليه بجزء البانياسي وهو على حانوت ، فقال : ما لي فراغ الساعة ، فألح عليه فتركه وقام فتبعه ، وابتدأ في الجزء ، فقرأ ورقة ، ووصل الشيخ إلى بيته فضربه بالعصا ضربتين وقعت الواحدة في الجزء ، ودخل وأغلق الباب .

                                                                                      قرأت هذا بخط المحب فالذنب مركب منهما .

                                                                                      قال ابن النجار : هو صحيح السماع إلا أنه عسر جدا يذهب إلى الاعتزال ، قال : ويقال : إنه يرى رأي الفلاسفة ، ويتهاون بالأمور الدينية ، مع حمق ظاهر فيه ، وقلة علم .

                                                                                      قلت : ثم في سنة ثلاث وأربعين اندك وتعلل ، ووقع في الهرم ، ولزم بيته ، وهو من آخر من روى حديث مالك الإمام بعلو ، كان بينه وبينه خمسة أنفس .

                                                                                      مات في حادي عشر جمادى الأولى سنة خمس وأربعين وستمائة .

                                                                                      وفيها مات أبو مدين شعيب بن يحيى الزعفراني بمكة ، والشيخ عبد الرحمن بن أبي حرمي المكي الناسخ ، وإمام النحو أبو علي عمر بن محمد الأزدي الشلوبين ، والمنشئ جلال الدين مكرم بن أبي الحسن الأنصاري ، والصاحب هبة الله بن الحسن بن الدوامي ، والأمير شرف الدين يعقوب بن محمد الهذباني ، وصاحب ميافارقين المظفر غازي بن العادل ، وشيخ الفقراء علي الحريري .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية