الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ذكر ما ورد في منكبيه وساعديه وإبطيه وقدميه وكعبيه صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قد تقدم ما أخرج البخاري ومسلم من حديث شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مربوعا ، بعيد ما بين المنكبين . وقال الزبيدي ، عن الزهري ، عن سعيد ، عن أبي هريرة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيد ما بين المنكبين .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وروى البخاري ، عن أبي النعمان ، عن جرير عن قتادة ، عن أنس قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم ضخم الرأس والقدمين ، سبط الكفين . وتقدم من غير وجه أنه عليه الصلاة والسلام ، كان شثن الكفين والقدمين . وفي رواية ضخم الكفين والقدمين .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 419 ] وقال يعقوب بن سفيان : ثنا آدم وعاصم بن علي ، قالا : ثنا ابن أبي ذئب ، ثنا صالح مولى التوأمة قال : كان أبو هريرة ينعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : كان شبح الذراعين بعيد ما بين المنكبين ، أهدب أشفار العينين . وفي حديث نافع بن جبير ، عن علي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شثن الكفين والقدمين ، ضخم الكراديس ، طويل المسربة . وتقدم في حديث حجاج ، عن سماك ، عن جابر بن سمرة قال : كان في ساقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حموشة . أي لم يكونا ضخمين . وقال سراقة بن مالك بن جعشم : فنظرت إلى ساقيه - وفي رواية : قدميه في الغرز . يعني الركاب - كأنهما جمارة . أي جمارة النخل ؛ من بياضهما .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي " صحيح مسلم " عن جابر بن سمرة : كان ضليع الفم - وفسره بأنه عظيم الفم - أشكل العينين - وفسره بأنه طويل شق العينين - منهوس العقب . وفسره بأنه قليل لحم العقب . وهذا أنسب وأحسن في حق الرجال .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقال الحارث بن أبي أسامة : ثنا عبد الله بن بكر ، ثنا حميد ، عن أنس قال : أخذت أم سليم بيدي مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فقالت : يا رسول الله ، هذا أنس غلام كاتب يخدمك . قال : فخدمته تسع سنين ، فما قال لشيء صنعت : أسأت . ولا : بئس ما صنعت . ولا مسست شيئا قط خزا ولا حريرا [ ص: 420 ] ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا شممت رائحة قط مسكا ولا عنبرا أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهكذا رواه معتمر بن سليمان وعلي بن عاصم ومروان بن معاوية الفزاري وإبراهيم بن طهمان ، كلهم عن حميد ، عن أنس ، في لين كفه ، عليه الصلاة والسلام ، وطيب رائحته ، صلاة الله وسلامه عليه . وفي حديث الزبيدي ، عن الزهري ، عن سعيد ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطأ بقدمه كلها ، ليس لها أخمص . وقد جاء خلاف هذا ، كما سيأتي .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقال يزيد بن هارون حدثني عبد الله بن يزيد بن مقسم قال : حدثتني عمتي سارة بنت مقسم ، عن ميمونة بنت كردم قالت : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وهو على ناقة له ، وأنا مع أبي ، وبيد رسول الله صلى الله عليه وسلم درة كدرة الكتاب ، فدنا منه أبي ، فأخذ بقدمه ، فأقر له رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالت : فما نسيت طول أصبع قدمه السبابة على سائر أصابعه . ورواه الإمام أحمد عن يزيد بن هارون مطولا . ورواه أبو داود من حديث يزيد بن هارون ببعضه ، وعن أحمد بن صالح ، عن عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، عن إبراهيم بن ميسرة عن خالته عنها ، بنحوه . ورواه ابن ماجه من وجه آخر عنها . والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 421 ] وقال البيهقي : أنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ، أنا إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا محمد بن إسحاق أبو بكر ، ثنا سلمة بن حفص السعدي ، ثنا يحيى بن اليمان ، ثنا إسرائيل ، عن سماك ، عن جابر بن سمرة قال : كانت أصبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ خنصره من رجليه متظاهرة . وهذا حديث غريب .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية