الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ غوث ]

                                                          غوث : أجاب الله غوثاه وغواثه وغواثه . قال : ولم يأت في الأصوات شيء بالفتح غيره ، وإنما يأتي بالضم ، مثل البكاء والدعاء ، وبالكسر ، مثل النداء والصياح قال العامري :


                                                          بعثتك مائرا فلبثت حولا متى يأتي غواثك من تغيث ؟



                                                          قال ابن بري : البيت لعائشة بنت سعد بن أبي وقاص ؛ قال : وصوابه بعثتك قابسا ؛ وكان لعائشة هذه مولى يقال له فند ؛ وكان مخنثا من أهل المدينة ، بعثته ليقتبس لها نارا فتوجه إلى مصر فأقام بها سنة ثم جاءها بنار ، وهو يعدو ، فعثر فتبدد الجمر ، فقال : تعست العجلة ! فقالت عائشة : بعثتك قابسا ( البيت ) وقال بعض الشعراء في ذلك :


                                                          ما رأينا لغراب مثلا     إذ بعثناه يجي بالمشمله
                                                          غير فند أرسلوه قابسا     فثوى حولا وسب العجله

                                                          [ ص: 97 ] قال الشيخ : الأصل في قوله يجي يجيء ، بالهمز ، فخفف الهمزة للضرورة . والمشملة : كساء يشتمل به ، دون القطيفة . وحكى ابن الأعرابي : أجاب الله غياثه . والغواث ، بالضم : الإغاثة . وغوث الرجل ، واستغاث : صاح واغوثاه ! والاسم : الغوث ، والغواث ، والغواث . وفي حديث هاجر ، أم إسماعيل : فهل عندك غواث ؟ الغواث ، بالفتح ، كالغياث ، بالكسر ، من الإغاثة . وفي الحديث : اللهم أغثنا ، بالهمزة ، من الإغاثة ؛ ويقال فيه : غاثه يغيثه ، وهو قليل ؛ قال : وإنما هو من الغيث ، لا الإغاثة . واستغاثني فلان فأغثته ، والاسم الغياث ، صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها . وتقول : ضرب فلان فغوث تغويثا إذا قال : واغوثاه ! قال الأزهري : ولم أسمع أحدا يقول : غاثه يغوثه ، بالواو . ابن سيده : وغوث الرجل واستغاث : صاح واغوثاه ! وأغاثه الله ، وغاثه غوثا وغياثا ، والأولى أعلى . التهذيب : والغياث ما أغاثك الله به . ويقول الواقع في بلية : أغثني أي فرج عني . ويقال : استغثت فلانا ، فما كان لي عنده مغوثة ولا غوث أي إغاثة ؛ وغوث : جائز ، في هذه المواضع أن يوضع موضع المصدر من أغاث . وغوث ، وغياث ، ومغيث : أسماء . والغوث : بطن من طيئ . وغوث : قبيلة من اليمن ، وهو غوث بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ . التهذيب : وغوث حي من الأزد ؛ ومنه قول زهير :


                                                          ونخشى رماة الغوث من كل مرصد



                                                          ويغوث : صنم كان لمذحج ؛ قال ابن سيده : هذا قول الزجاج .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية