الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ فأد ]

                                                          فأد : فأد الخبزة في الملة يفأدها فأدا : شواها . وفي التهذيب : فأدت الخبزة إذا مللتها وخبزتها في الملة . والفئيد : ما شوي وخبز على النار . وإذا شوي اللحم فوق الجمر ، فهو مفأد وفئيد . والأفئود : الموضع الذي تفأد فيه . وفأد اللحم في النار يفأده فأدا وافتأده فيها : شواه . والمفأد والمفأدة : السفود ، وهو من فأدت اللحم وافتأدته إذا شويته . ولحم فئيد أي مشوي . والفئيد : الخبز المفئود واللحم المفئود . قال مرضاوي يخاطب خويلة :

                                                          أجارتنا سر النساء محرم علي وتشهاد الندامى مع الخمر كذاك وأفلاذ الفئيد وما ارتمت به بين جاليها الوئية ملوذر

                                                          والمفأد : ما يختبز ويشتوى به ؛ قال الشاعر :


                                                          يظل الغراب الأعور العين رافعا مع الذئب يعتسان ناري ومفأدي



                                                          ويقال له المفآد على مفعال . ويقال : فحصت للخبزة في الأرض وفأدت لها أفأد فأدا ، والاسم أفحوص وأفئود ، على أفعول ، والجمع أفاحيص وأفائيد . ويقال : فأدت الخبزة إذا جعلت لها موضعا في الرماد والنار لتضعها فيه . والخشبة التي يحرك بها التنور مفأد ، والجمع مفائد ، وافتأدوا : أوقدوا نارا . والفئيد : النار نفسها ؛ قال لبيد :


                                                          وجدت أبي ربيعا لليتامى     وللضيفان إذ حب الفئيد



                                                          والمفتأد : موضع الوقود ؛ قال النابغة :


                                                          سفود شرب نسوه عند مفتأد



                                                          والتفؤد : التوقد . والفؤاد : القلب لتفؤده وتوقده ، مذكر لا غير ؛ صرح بذلك اللحياني ، يكون ذلك لنوع الإنسان وغيره من أنواع الحيوان الذي له قلب ؛ قال يصف ناقة :

                                                          [ ص: 117 ]

                                                          كمثل أتان الوحش أما فؤادها     فصعب وأما ظهرها فركوب



                                                          والفؤاد : القلب ، وقيل : وسطه ، وقيل : الفؤاد غشاء القلب ، والقلب حبته وسويداؤه ؛ وقول أبي ذؤيب :


                                                          رآها الفؤاد فاستضل ضلاله     نيافا من البيض الحسان العطائل



                                                          رأى هاهنا من رؤية القلب وقد بينه بقوله رآها الفؤاد والمفعول الثاني نيافا ، وقد يكون نيافا حالا كأنه لما كانت محبتها تلي القلب وتدخله صار كأن له عينين يراها بهما ؛ وقول الهذلي :


                                                          فقام في سيتيها فانحنى فرمى     وسهمه لبنات الجوف مساس



                                                          يعني ببنات الجوف الأفئدة ، والجمع أفئدة ؛ قال سيبويه : ولا نعلمه كسر على غير ذلك . وفي الحديث : أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبا . وفأده يفأده فأدا : أصاب فؤاده . وفئد فأدا : شكا فؤاده وأصابه داء في فؤاده ، فهو مفئود . وفي الحديث : أنه عاد سعدا وقال : إنك رجل مفئود . المفئود : الذي أصيب فؤاده بوجع . وفي حديث عطاء : قيل له : رجل مفئود ينفث دما أحدث هو ؟ قال : لا ؛ أي يوجعه فؤاده فيتقيأ دما . ورجل مفئود : جبان ضعيف الفؤاد مثل المنخوب . ورجل مفئود وفئيد : لا فؤاد له ولا فعل له . قال ابن جني : لم يصرفوا منه فعلا ، ومفعول الصفة إنما يأتي على الفعل نحو مضروب من ضرب ومقتول من قتل . التهذيب : فأدت الصيد أفأده فأدا أصبت فؤاده .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية