الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ فأل ]

                                                          فأل : الفأل : ضد الطيرة ، والجمع فئول ، وقال الجوهري : الجمع أفؤل ؛ وأنشد للكميت :


                                                          ولا أسأل الطير عما تقول ولا تتخالجني الأفؤل



                                                          وتفاءلت به وتفأل به ، قال ابن الأثير : يقال تفاءلت بكذا وتفألت ، على التخفيف والقلب ، قال : وقد أولع الناس بترك همزه تخفيفا . والفأل : أن يكون الرجل مريضا فيسمع آخر يقول يا سالم ، أو يكون طالب ضالة فيسمع آخر يقول يا واجد ، فيقول : تفاءلت بكذا ، ويتوجه له في ظنه كما سمع أنه يبرأ من مرضه أو يجد ضالته . وفي الحديث : أنه ، صلى الله عليه وسلم ، كان يحب الفأل ويكره الطيرة ؛ والطيرة : ضد الفأل ، وهي فيما يكره كالفأل فيما يستحب ، والطيرة لا تكون إلا فيما يسوء ، والفأل يكون فيما يحسن وفيما يسوء . قال أبو منصور : من العرب من يجعل الفأل فيما يكره أيضا ، قال أبو زيد : تفاءلت تفاؤلا ، وذلك أن تسمع الإنسان وأنت تريد الحاجة يدعو يا سعيد يا أفلح أو يدعو باسم قبيح ، والاسم الفأل ، مهموز ، وفي نوادر الأعراب : يقال لا فأل عليك بمعنى لا ضير عليك ولا طير عليك ولا شر عليك ، وفي الحديث عن أنس عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل الصالح ، والفأل الصالح : الكلمة الحسنة ؛ قال : وهذا يدل على أن من الفأل ما يكون صالحا ومنه ما يكون غير صالح ؛ وإنما أحب النبي ، صلى الله عليه وسلم ، الفأل لأن الناس إذا أملوا فائدة الله ورجوا عائدته عند كل سبب ضعيف أو قوي فهم على خير ، ولو غلطوا في جهة الرجاء فإن الرجاء لهم خير ، ألا ترى أنهم إذا قطعوا أملهم ورجاءهم من الله كان ذلك من الشر ؟ وإنما خبر النبي ، صلى الله عليه وسلم ، عن الفطرة كيف هي وإلى أي شيء تنقلب ، فأما الطيرة فإن فيها سوء الظن بالله وتوقع البلاء ، ويحب للإنسان أن يكون لله تعالى راجيا ، وأن يكون حسن الظن بربه ، قال : والكوادس ما يتطير منه مثل الفأل والعطاس ونحوه . وفي الحديث أيضا : أنه كان يتفاءل ولا يتطير . وفي الحديث : قيل يا رسول الله ما الفأل ؟ قال : الكلمة الصالحة ، قال : وقد جاءت الطيرة بمعنى الجنس ، والفأل بمعنى النوع ؛ قال : ومنه الحديث أصدق الطيرة الفأل . والافتئال : افتعال من الفأل ؛ قال الكميت يصف خيلا :


                                                          إذا ما بدت تحت الخوافق صدقت     بأيمن فأل الزاجرين افتئالها

                                                          التهذيب : تفيل إذا سمن كأنه فيل . ورجل فيل اللحم : كثيره ؛ قال : وبعضهم يهمزه فيقول : فيئل على فيعل . والفئال ، بالهمزة : لعبة للأعراب ، وسيذكر في فيل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية