الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      فيمن قال لرجل يا ابن الأقطع أو يا ابن الأسود قلت : أرأيت لو أن رجلا قال لرجل : يا ابن الأقطع - ووالده ليس بأقطع - أيحد أم لا في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : بلغني أن مالكا قال : إن لم يكن في آبائه أقطع ضرب الحد ، وإن كان في آبائه أقطع فلا شيء عليه . قلت : أرأيت إن قال له : يا ابن الحجام أو يا ابن الخياط قال : قال مالك : إن كان من العرب ضرب الحد إلا أن يكون من آبائه أحد عمل ذلك العمل .

                                                                                                                                                                                      قال مالك : وإن كان من الموالي رأيت أن يحلف بالله الذي لا إله إلا هو ما أراد به قطع نسبه ، ولا حد عليه وعليه التعزير . قلت لم فرق في هذا بين العرب . والموالي قال : لأنها من أعمال الموالي . قلت : فإن قال له : يا ابن الأسود قال : يضرب الحد عند مالك عربيا كان أو مولى إلا أن يكون في آبائه أسود . قلت : أرأيت إن قال له : يا ابن المقعد أو يا ابن الأعمى ؟ قال : هذا وقوله يا ابن الأقطع سواء .

                                                                                                                                                                                      قال : وسمعت مالكا ، وسئل عن رجل قال لرجل : يا ابن المطوق ، يعني الراية التي تجعل في العنق ؟

                                                                                                                                                                                      قال مالك : ممن هو ؟ قالوا : من الموالي - فلم ير عليه الحد - وكأني رأيته ذلك اليوم يرى أن لو كان من العرب لضربه الحد ، ولكنه لما قيل له إنه من الموالي قال : لا حد عليه ، وسكت عن العرب . قلت : أرأيت إن قال له : يا ابن الأحمر أو يا ابن الأزرق أو يا ابن الأصهب أو يا ابن الآدم - وليس أبوه كذلك - قال : لم أسمع ذلك من مالك إلا أنه إن لم يكن في آبائه أحد كذلك ضرب الحد .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية