الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      الريغي

                                                                                      قاضي الإسكندرية وخطيبها العلامة الصالح المفتي جمال الدين أبو [ ص: 273 ] محمد عبد الله بن إبراهيم بن سعيد بن قايد- بقاف - الهلالي المغربي المالكي .

                                                                                      ولد سنة تسع وأربعين تقريبا بالريغ ، وهي ناحية جنوبية من المغرب ، وقدم مصر شابا فتفقه ، وأجاز له السلفي ، وسمع من أبي بري ، وابن عوف ، وأبي محمد الشاطبي ; سمع منه " الموطأ " . وقيل : الريغ من عمل قسطيلية من بلاد الجريد . وله مصنف جليل في علم اللغة ، وكان يكتب طريقة المغاربة وطريقة المشارقة .

                                                                                      روى عنه المنذري ، وابن العمادية ، والدمياطي ، وآخرون .

                                                                                      تفقه بأبي القاسم بن جارة ، وبعلي الطوسي ، وابن أبي المنصور ، وكان تقيا ورعا عادلا لا تأخذه في الله لومة لائم ، كان الكامل يفتخر به ويعتقد بركته . ولي الخطابة والقضاء من غير طلب ، ثم بعد دهر عزل نفسه من الخطابة ، ثم ترك القضاء وقال : دعوني أخدم ربي ، وقيل : إنه أطبق الدواة وقال : اللهم إن كنت تعلم أني داجيت في حكم فأحرقني به في جهنم ، وإن كنت تعلم أنه عمل علي في حكم فأنت أولى من عذر .

                                                                                      وبقي في القضاء أزيد من أربعين سنة .

                                                                                      وتوفي في الثامن والعشرين من ربيع الآخر سنة خمس وأربعين وستمائة بعد تركه القضاء بسنة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية