الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ فثر ]

                                                          فثر : الفاثور عند العامة : الطست أو الخوان يتخذ من رخام أو فضة أو ذهب ؛ قال الأغلب العجلي :


                                                          إذا انجلى فاثور عين الشمس



                                                          وقال أبو حاتم في الخوان الذي يتخذ من الفضة :


                                                          ونحرا كفاثور اللجين يزينه     توقد ياقوت وشذرا منظما



                                                          ومثله لمعن بن أوس :


                                                          ونحرا كفاثور اللجين وناهدا     وبطنا كغمد السيف لم يدر ما الحملا



                                                          ويروى : لم يعرف الحملا . وفي حديث أشراط الساعة : وتكون الأرض كفاثور الفضة ؛ قال : الفاثور الخوان ، وقيل : طست أو جام من فضة أو ذهب ؛ ومنه قولهم لقرص الشمس فاثورها ؛ وفي حديث علي ، رضي الله عنه : كان بين يديه يوم عيد فاثور عليه خبز السمراء أي خوان وقد يشبه الصدر الواسع به فيسمى فاثورا ؛ قال الشاعر :


                                                          لها جيد ريم فوق فاثور فضة     وفوق مناط الكرم وجه مصور



                                                          وعم بعضهم به جميع الأخونة ، وخص التهذيب به أهل الشام فقال : وأهل الشام يتخذون خوانا من رخام يسمونه الفاثور ، فأقام في مقام علي ؛ وقول لبيد :


                                                          حقائبهم راح عتيق ودرمك     وريط وفاثورية وسلاسل



                                                          قال : الفاثورية هنا أخونة وجامات . وفي الحديث : تكون الأرض يوم القيامة كفاثور الفضة ؛ وقيل : إنه خوان من فضة ؛ وقيل : جام من فضة . والفاثور : المصحاة ، وهي الناجود والباطية . وقال الليث في كلام ذكره لبعضهم : وأهل الشام والجزيرة على فاثور واحد ، كأنه عنى على بساط واحد . ابن سيده وغيره : والفاثور الجفنة ، عند ربيعة . وهم على فاثور واحد أي بسط واحدة ومائدة واحدة ومنزلة واحدة ؛ قال : والكلمة لأهل الشام والجزيرة . وفاثور : موضع ، عن كراع ؛ قال لبيد :


                                                          بين فاثور أفاق فالدحل



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية