الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
9 - باب البيان من سنن النبي - صلى الله عليه وسلم - ) :

على تثبيت السمع والبصر لله ، موافقا لما يكون من كتاب ربنا ، إذ سننه - صلى الله عليه وسلم - إذا ثبتت بنقل العدل عن العدل موصولا إليه ، لا تكون أبدا إلا موافقة لكتاب الله ، حاشا لله أن يكون شيء منها أبدا مخالفا لكتاب الله أو لشيء منه ، فمن ادعى من الجهلة : أن شيئا من سنن النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا ثبت من جهة النقل مخالف لشيء من كتاب الله ، فأنا الضامن بتثبيت صحة مذهبنا ، على ما أبوح به منذ أكثر من أربعين سنة .

1 - ( 55 ) : حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، قال : ثنا عمي ، قال : حدثني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، قال : حدثني عروة بن الزبير ، أن عائشة ، - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - حدثته أنها قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ فقال : " لقد لقيت من قومك ، وكان أشد [ ص: 111 ] ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي ، فإذا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل - عليه السلام - ، فناداني ، فقال : يا محمد ، إن الله - عز وجل - ، قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ، وقد بعث الله ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ، قال : فناداني ملك الجبال : فسلم علي ، ثم قال : يا محمد : إن الله - عز وجل - قد سمع قول قومك لك ، وأنا ملك الجبال ، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني أمرك ، وبما شئت ، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين فعلت ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله ، لا يشرك به شيئا " .

[ ص: 112 ] 2 - ( 56 ) : حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد ، قال : ثنا المعتمر ، قال : سمعت أبي ، يقول : ثنا أبو عثمان ، عن أبي موسى .

التالي السابق


الخدمات العلمية