الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 382 ] باب القسامة القسامة : مصدر أقسم قسما وقسامة . ومعناه حلف حلفا . والمراد بالقسامة هاهنا الأيمان المكررة في دعوى القتل . قال القاضي : هي الأيمان إذا كثرت على وجه المبالغة . قال : وأهل اللغة يذهبون إلى أنها القوم الذين يحلفون ; سموا باسم المصدر ، كما يقال : رجل زور وعدل ورضى . وأي الأمرين كان ، فهو من القسم الذي هو الحلف .

                                                                                                                                            والأصل في القسامة ما روى يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن بشير بن يسار ، عن سهل بن أبي حثمة ، ورافع بن خديج ، { أن محيصة بن مسعود وعبد الله بن سهل انطلقا إلى خيبر ، فتفرقا في النخيل ، فقتل عبد الله بن سهل ، فاتهموا اليهود ، فجاء أخوه عبد الرحمن ، وابنا عمه حويصة ومحيصة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتكلم عبد الرحمن في أمر أخيه ، وهو أصغرهم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : كبر كبر . أو قال : ليبدأ الأكبر . فتكلما في أمر صاحبهما . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يقسم خمسون منكم على رجل منهم ، فيدفع إليكم برمته فقالوا : أمر لم نشهده ، كيف نحلف ؟ قال : فتبرئكم يهود بأيمان خمسين منهم ؟ قالوا : يا رسول الله ، قوم كفار ضلال . قال : فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبله . قال سهل : فدخلت مربدا لهم ، فركضتني ناقة من تلك الإبل . } متفق عليه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية