الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      لم يلد ولم يولد

                                                                                                                                                                                                                                      3 - لم يلد ؛ لأنه لا يجانس حتى تكون له من جنسه صاحبة؛ فيتوالدا؛ وقد دل على هذا المعنى بقوله: أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ولم يولد ؛ لأن كل مولود محدث؛ وجسم؛ وهو قديم؛ لا أول لوجوده؛ إذ لو لم يكن قديما لكان حادثا؛ لعدم الواسطة بينهما؛ ولو [ ص: 695 ] كان حادثا لافتقر إلى محدث؛ وكذا الثاني؛ والثالث؛ فيؤدي إلى التسلسل؛ وهو باطل؛ وليس بجسم؛ لأنه اسم للمتركب؛ ولا يخلو حينئذ من أن يتصف كل جزء منه بصفات الكمال؛ فيكون كل جزء إلها؛ فيفسد القول به؛ كما فسد بإلهين؛ أو غير متصف بها؛ بل بأضدادها؛ من سمات الحدوث؛ وهو محال .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية