الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        كتاب الحج الثاني

                                                                                                                                                                                        النسخ المقابل عليها

                                                                                                                                                                                        1 - (ب) نسخة برلين رقم (3144)

                                                                                                                                                                                        2 - (ق 5) نسخة القرويين رقم (368/ 3) [ ص: 1202 ]

                                                                                                                                                                                        [ ص: 1203 ] وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

                                                                                                                                                                                        كتاب الحج الثاني

                                                                                                                                                                                        باب في المبيت ليلة عرفة ، أو ليالي منى ، أو غيرها ، وذكر أيام الحج ، وموضع الوقوف بعرفة ، وخطب الحج ، ومتى يقطع التلبية

                                                                                                                                                                                        ومن المدونة قال مالك : يكره أن يدع الرجل المبيت بمنى ليلة عرفة ، كما يكره أن يبيت ليلة من ليالي منى إلا بمنى ، وعليه الدم إن فعل ، وإن ترك المبيت ليلة عرفة لم يكن عليه دم . فلم ير في الليلة الأولى دما ؛ لأن مبيت تلك الليلة ليس لأمر يفعل فيها ولا في غدها ، وإنما هي جواز لعرفة .

                                                                                                                                                                                        وأيام الحج فيما بعد ؛ وهي خمسة : يوم عرفة ويوم النحر وأيام الرمي الثلاثة .

                                                                                                                                                                                        ويستحب أن يكون يوم التروية -وهو اليوم الثامن- بمنى يخرج من مكة إلى منى بقدر ما إذا بلغ منى صلى بها الظهر ، ثم يغدو من منى بعد طلوع الشمس ؛ لحديث جابر - رضي الله عنه - ، قال : "لما كان يوم التروية ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى منى وتوجه الناس معه فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح" . [ ص: 1204 ]

                                                                                                                                                                                        أخرجه مسلم . وكره مالك أن يقدم الناس إلى منى قبل يوم التروية ، وإلى عرفة قبل يوم عرفة .

                                                                                                                                                                                        واختلف في تقدمة الأثقال ، وكره ذلك مالك حماية أن يتقدم الناس إلى منى قبل يوم التروية بأنفسهم ، ولأنه لا بد أن يكون معها من يصونها . وأجازه أشهب في المجموعة . وكره مالك في البنيان الذي أحدث في منى ، قال في كتاب محمد : لأنه يضيق على الناس .

                                                                                                                                                                                        وكره بنيان مسجد عرفة ، قال : وإنما أحدث بعد بني هاشم بعشر سنين .

                                                                                                                                                                                        وقيل في يوم التروية : إنما سمي بذلك لأن قريشا كانت تحمل الماء من مكة إلى منى لحاج العرب يسقونهم مع الزاد ، فقيل : روي الحاج . [ ص: 1205 ]

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية