الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ بكم ]

                                                          بكم : البكم : الخرس مع عي وبله ، وقيل : هو الخرس ما كان ، وقال ثعلب : البكم أن يولد الإنسان لا ينطق ولا يسمع ولا يبصر ، بكم بكما وبكامة ، وهو أبكم وبكيم أي أخرس بين الخرس . وقوله تعالى : صم بكم عمي ; قال أبو إسحاق : قيل معناه أنهم بمنزلة [ ص: 135 ] من ولد أخرس ; قال : وقيل البكم هنا المسلوبو الأفئدة . قال الأزهري : بين الأخرس والأبكم فرق في كلام العرب : فالأخرس الذي خلق ولا نطق له كالبهيمة العجماء ، والأبكم الذي للسانه نطق وهو لا يعقل الجواب ولا يحسن وجه الكلام . وفي حديث الإيمان : الصم البكم ، قال ابن الأثير : البكم جمع الأبكم وهو الذي خلق أخرس ، وأراد بهم الرعاع والجهال ; لأنهم لا ينتفعون بالسمع ولا بالنطق كبير منفعة فكأنهم قد سلبوهما ، ومنه الحديث : " ستكون فتنة صماء بكماء عمياء " ، أراد أنها لا تسمع ولا تبصر ولا تنطق فهي لذهاب حواسها لا تدرك شيئا ولا تقلع ولا ترتفع ، وقيل : شبهها لاختلاطها وقتل البريء فيها والسقيم بالأصم الأخرس الأعمى الذي لا يهتدي إلى شيء ، فهو يخبط خبط عشواء . التهذيب في قوله تعالى في صفة الكفار : صم بكم عمي ; وكانوا يسمعون وينطقون ويبصرون ولكنهم لا يعون ما أنزل الله ولا يتكلمون بما أمروا به ، فهم بمنزلة الصم البكم العمي . والبكيم : الأبكم ، والجمع أبكام ; وأنشد الجوهري :


                                                          فليت لساني كان نصفين : منهما بكيم ونصف عند مجرى الكواكب .



                                                          وبكم : انقطع عن الكلام جهلا أو تعمدا . الليث : ويقال للرجل إذا امتنع من الكلام جهلا أو تعمدا : بكم عن الكلام . أبو زيد في النوادر : رجل أبكم وهو العيي المفحم ، وقال في موضع آخر : الأبكم الأقطع اللسان ، وهو العيي بالجواب الذي لا يحسن وجه الكلام . ابن الأعرابي : الأبكم الذي لا يعقل الجواب ، وجمع الأبكم بكم وبكمان ، وجمع الأصم صم وصمان .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية