الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7070 ) مسألة : قال : فإن آل ما دفعوا به إلى نفوسهم ، فلا شيء على الدافع ، وإن قتل الدافع فهو شهيد . وجملته أنه إذا لم يمكن دفع أهل البغي إلا بقتلهم ، جاز قتلهم ، ولا شيء على من قتلهم ; من إثم ولا ضمان ولا كفارة ; لأنه فعل ما أمر به ، وقتل من أحل الله قتله ، وأمر بمقاتلته ، وكذلك ما أتلفه أهل العدل على أهل البغي حال الحرب ، من المال ، لا ضمان فيه ; لأنهم إذا لم يضمنوا الأنفس فالأموال أولى . وإن قتل العادل ، كان شهيدا ; لأنه قتل في قتال أمر الله تعالى به بقوله : { فقاتلوا التي تبغي } .

                                                                                                                                            وهل يغسل ويصلى عليه ؟ فيه روايتان ; إحداهما ، لا يغسل ، ولا يصلى عليه ; لأنه شهيد معركة أمر بالقتال فيها ، فأشبه شهيد معركة الكفار . والثانية ، يغسل ، ويصلى عليه . وهو قول الأوزاعي ، وابن المنذر ; ولأن { النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالصلاة على من قال : لا إله إلا الله ، واستثنى قتيل الكفار في المعركة } ، ففيما عداه يبقى على الأصل ; ولأن شهيد معركة الكفار أجره أعظم ، وفضله أكثر ، وقد جاء أنه يشفع في سبعين من أهل بيته ، وهذا لا يلحق به في فضله ، فلا يثبت فيه مثل حكمه ، فإن الشيء إنما يقاس على مثله .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية