الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: إلا الذين تابوا قال مقاتل: سبب نزولها: أن قوما قالوا عند ذكر مستقر المنافقين: فقد كان فلان وفلان منافقين ، فتابوا ، فكيف يفعل بهم؟

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 235 ] فنزلت هذه الآية . ومعنى الآية: إلا الذين تابوا من النفاق (وأصلحوا) أعمالهم بعد التوبة (واعتصموا بالله) أي: استمسكوا بدينه . (وأخلصوا دينهم) فيه قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: أنه الإسلام ، وإخلاصه: رفع الشرك عنه ، قاله مقاتل .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنه العمل ، وإخلاصه: رفع شوائب النفاق والرياء منه ، قاله أبو سليمان الدمشقي .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: فأولئك مع المؤمنين في "مع" قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: أنها على أصلها ، وهو الاقتران . وفي ماذا اقترنوا بالمؤمنين؟ فيه قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: في الولاية ، قاله مقاتل . والثاني: في الدين والثواب . قاله أبو سليمان .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنها بمعنى "من" فتقديره: فأولئك من المؤمنين ، قاله الفراء .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية