الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما

                                                                                                                                                                                                                                      129 - ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولن تستطيعوا العدل بين النساء والتسوية حتى لا يقع ميل البتة. فتمام العدل أن يسوى بينهن بالقسمة، والنفقة، والتعهد، والنظر، والإقبال، والممالحة: والمفاكهة: وغيرها. وقيل. معناه: أن تعدلوا في المحبة. وكان صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه فيعدل، ويقول: "هذه قسمتي فيما أملك، فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك". يعني: المحبة; لأن عائشة رضي الله عنها كانت أحب إليه. ولو حرصتم بالغتم في تحري ذلك فلا تميلوا كل الميل فلا تجوروا على المرغوب عنها كل الجور فتمنعوها قسمها من غير رضا منها، يعني: أن اجتناب كل الميل في حد اليسر، فلا تفرطوا فيه وإن وقع منكم التفريط في العدل كله. وفيه ضرب من التوبيخ. وكل نصب على المصدر; لأن له حكم ما يضاف إليه، فتذروها كالمعلقة وهي: التي ليست بذات بعل، ولا مطلقة وإن تصلحوا بينهن، وتتقوا الجور فإن الله كان غفورا رحيما يغفر لكم ميل قلوبكم، ويرحمكم فلا يعاقبكم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية