الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب القاضي يقضي وهو غضبان

                                                                      3589 حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن عبد الملك بن عمير قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه أنه كتب إلى ابنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقضي الحكم بين اثنين وهو غضبان [ ص: 400 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 400 ] ( أنه كتب إلى ابنه ) : وكذا وقع في رواية للبخاري .

                                                                      قال الحافظ في الفتح : كذا وقع هاهنا غير مسمى ، ووقع في أطراف المزي إلى ابنه عبيد الله وقد سمي في رواية مسلم انتهى . وكان ابنه عبيد الله قاضيا بسجستان كما في رواية مسلم ( لا يقضي ) : أي لا يحكم ( الحكم ) : بفتحتين .

                                                                      قال الحافظ : هو الحاكم ، وقد يطلق على القيم بما يسند إليه انتهى . وفي بعض النسخ الحاكم ( وهو غضبان ) : بلا تنوين أي والحال أن ذلك الحكم في حال الغضب لأنه لا يقدر على الاجتهاد والفكر في مسألتهما .

                                                                      قال الخطابي في المعالم : الغضب يغير العقل ويحيل الطباع عن الاعتدال ، ولذلك أمر عليه السلام الحاكم بالتوقف في الحكم ما دام به الغضب ، فقياس ما كان في معناه من جوع مفرط وفزع مدهش أو مرض موجع قياس الغضب في المنع من الحكم انتهى .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه .




                                                                      الخدمات العلمية