الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان المتمادي بعد نزول هذا الهدي موجدا للكفر؛ مجددا له؛ نبه على إغراقه في البعد بغضبه - سبحانه وتعالى - لتماديه؛ معلما أن الثبات على الكفر عظيم جدا؛ وصوره بأقبح صورة؛ وفي ذلك ألطف استعطاف إلى النزوع عن الخلاف؛ فقال: إن الذين آمنوا ؛ أي: بما كانوا مهيئين له من الإيمان بالفطرة الأولى؛ ثم كفروا ؛ أي: أوقعوا الكفر؛ فعوجوا ما أقامه الله من فطرهم؛ ثم آمنوا ؛ أي: حقيقة؛ أو بالقوة؛ بعد مجيء الرسول؛ بما هيأهم له بإظهار الأدلة؛ وإقامة الحجج؛ ثم كفروا ؛ أي: بذلك الرسول؛ أو برسول آخر؛ بتجديد الكفر؛ أو التمادي فيه؛ ثم ازدادوا ؛ أي: بإصرارهم على الكفر إلى الموت؛ كفرا لم يكن الله ؛ أي: الذي له صفات الكمال؛ ليغفر لهم ؛ أي: ما داموا على هذا الحال؛ لأنه لا يغفر أن يشرك به؛ ولا ليهديهم سبيلا ؛ أي: من السبل الموصلة إلى المقصود.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية