الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 344 ] ذكر غزوة بدر

                                                                                      " من مغازي موسى بن عقبة فإنها من أصح المغازي "

                                                                                      قد قال إبراهيم بن المنذر الحزامي : حدثني مطرف ومعن وغيرهما أن مالكا كان إذا سئل عن المغازي قال : عليك بمغازي الرجل الصالح موسى بن عقبة ، فإنه أصح المغازي .

                                                                                      قال محمد بن فليح ، عن موسى بن عقبة قال : قال ابن شهاب . ( ح ) وقال إسماعيل بن أبي أويس : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة - وهذا لفظه - عن عمه موسى بن عقبة ، قال : مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قتل ابن الحضرمي شهرين ، ثم أقبل أبو سفيان في عير لقريش ، ومعه سبعون راكبا من بطون قريش ; منهم : مخرمة بن نوفل ، وعمرو بن العاص ، وكانوا تجارا بالشام ، ومعهم خزائن أهل مكة ، ويقال : كانت عيرهم ألف بعير . ولم يكن لقريش أوقية فما فوقها إلا بعثوا بها مع أبي سفيان ; إلا حويطب بن عبد العزى ، فلذلك تخلف عن بدر فلم يشهدها . فذكروا لرسول الله وأصحابه ، وقد كانت الحرب بينهم قبل ذاك ، فبعث عدي بن أبي الزغباء الأنصاري ، وبسبس بن عمرو ، إلى العير ، عينا له ، فسارا ، حتى أتيا حيا من جهينة ، قريبا من ساحل البحر ، فسألوهم عن العير ، فأخبروهما بخبر القوم . فرجعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 345 ] فأخبراه . فاستنفر المسلمين للعير ، في رمضان .

                                                                                      وقدم أبو سفيان على الجهنيين وهو متخوف من المسلمين ، فسألهم فأخبروه خبر الراكبين ، فقال أبو سفيان : خذوا من بعر بعيريهما . ففته فوجد النوى فقال : هذه علائف أهل يثرب . فأسرع وبعث رجلا من بني غفار يقال له : ضمضم بن عمرو ، إلى قريش أن انفروا فاحموا عيركم من محمد وأصحابه . وكانت عاتكة قد رأت قبل قدوم ضمضم ; فذكر رؤيا عاتكة ، إلى أن قال : فقدم ضمضم فصاح : يا آل غالب بن فهر انفروا فقد خرج محمد وأهل يثرب يعترضون لأبي سفيان . ففزعوا ، وأشفقوا من رؤيا عاتكة ، ونفروا على كل صعب وذلول ، وقال أبو جهل : أيظن محمد أن يصيب مثل ما أصاب بنخلة ؟ سيعلم أنمنع عيرنا أم لا ؟ فخرجوا بخمسين وتسعمائة مقاتل ، وساقوا مائة فرس ، ولم يتركوا كارها للخروج . فأشخصوا العباس بن عبد المطلب ، ونوفل بن الحارث ، وطالب بن أبي طالب ، وأخاه عقيلا ، إلى أن نزلوا الجحفة .

                                                                                      فوضع جهيم بن الصلت بن مخرمة المطلبي رأسه فأغفى ، ثم نزع فقال لأصحابه : هل رأيتم الفارس الذي وقف علي آنفا . قالوا : لا ، إنك مجنون . فقال : قد وقف علي فارس فقال : قتل أبو جهل ، وعتبة ، وشيبة ، وزمعة ، وأبو البختري ، وأمية بن خلف ، فعد جماعة . فقالوا : إنما لعب بك الشيطان . فرفع حديثه إلى أبي جهل ، فقال : قد جئتمونا بكذب بني المطلب مع كذب بني هاشم ، سترون غدا من يقتل .

                                                                                      وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلب العير ، فسلك على نقب بني دينار ورجع حين رجع من ثنية الوداع ، فنفر في ثلاثمائة وثلاثة عشر [ ص: 346 ] رجلا ، وأبطأ عنه كثير من أصحابه وتربصوا . وكانت أول وقعة أعز الله فيها الإسلام .

                                                                                      فخرج في رمضان ومعه المسلمون على النواضح يعتقب النفر منهم على البعير الواحد . وكان زميل رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب ، ومرثد بن أبي مرثد الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب ، ليس مع الثلاثة إلا بعير واحد . فساروا ، حتى إذا كانوا بعرق الظبية لقيهم راكب من قبل تهامة ، فسألوه عن أبي سفيان فقال : لا علم لي به . فقالوا : سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : وفيكم رسول الله ؟ قالوا : نعم . وأشاروا إليه . فقال له : أنت رسول الله ؟ قال : نعم . قال : إن كنت رسول الله فحدثني بما في بطن ناقتي هذه . فغضب سلمة بن سلامة بن وقش الأنصاري ، فقال : وقعت على ناقتك فحملت منك . فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال سلمة فأعرض عنه .

                                                                                      ثم سار لا يلقاه خبر ولا يعلم بنفرة قريش ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أشيروا علينا . فقال أبو بكر : أنا أعلم بمسافة الأرض ، أخبرنا عدي بن أبي الزغباء : أن العير كانت بوادي كذا .

                                                                                      وقال عمر : يا رسول الله ، إنها قريش وعزها ، والله ما ذلت منذ عزت ولا آمنت منذ كفرت ، والله لتقاتلنك ، فتأهب لذلك .

                                                                                      فقال : أشيروا علي .

                                                                                      قال المقداد بن عمرو : إنا لا نقول لك كما قال أصحاب موسى ( فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ( 24 ) ) [ المائدة ] ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم متبعون .

                                                                                      [ ص: 347 ] فقال : أشيروا علي .

                                                                                      فلما رأى سعد بن معاذ كثرة استشارته ظن سعد أنه يستنطق الأنصار شفقا أن لا يستحوذوا معه ، أو قال : أن لا يستجلبوا معه على ما يريد ، فقال : لعلك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم تخشى أن لا تكون الأنصار يريدون مواساتك ، ولا يرونها حقا عليهم ، إلا بأن يروا عدوا في بيوتهم وأولادهم ونسائهم ، وإني أقول عن الأنصار وأجيب عنهم ، فاظعن حيث شئت ، وصل حبل من شئت ، وخذ من أموالنا ما شئت ، وأعطنا ما شئت ، وما أخذته منا أحب إلينا مما تركته علينا ، فوالله لو سرت حتى تبلغ البرك من غمد ذي يمن لسرنا معك .

                                                                                      فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سيروا على اسم الله عز وجل فإني قد رأيت مصارع القوم . فعمد لبدر .

                                                                                      وخفض أبو سفيان فلصق بساحل البحر ، وأحرز ما معه ، فأرسل إلى قريش ، فأتاهم الخبر بالجحفة . فقال أبو جهل : والله لا نرجع حتى نقدم بدرا فنقيم بها . فكره ذلك الأخنس بن شريق وأشار بالرجعة ، فأبوا وعصوه ، فرجع ببني زهرة فلم يحضر أحد منهم بدرا . وأرادت بنو هاشم الرجوع فمنعهم أبو جهل .

                                                                                      ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أدنى شيء من بدر ، ثم بعث عليا والزبير وجماعة يكشفون الخبر ، فوجدوا وارد قريش عند القليب ، فوجدوا غلامين فأخذوهما فسألوهما عن العير ، فطفقا يحدثانهم عن قريش ، فضربوهما . وذكر الحديث ، إلى أن قال : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أشيروا علي في المنزل .

                                                                                      فقام الحباب بن المنذر السلمي : أنا يا رسول الله عالم بها وبقلبها ; [ ص: 348 ] إن رأيت أن تسير إلى قليب منها قد عرفتها كثيرة الماء عذبة ، فتنزل عليها وتسبق القوم إليها ونغور ما سواها .

                                                                                      فقال : سيروا ، فإن الله قد وعدكم إحدى الطائفتين
                                                                                      . فوقع في قلوب ناس كثير الخوف . فتسارع المسلمون والمشركون إلى الماء ، فأنزل الله تلك الليلة مطرا واحدا ; فكان على المشركين بلاء شديدا منعهم أن يسيروا ، وكان على المسلمين ديمة خفيفة لبد لهم الأرض ، فسبقوا إلى الماء فنزلوا عليه شطر الليل ، فاقتحم القوم في القليب فماحوها حتى كثر ماؤها ، وصنعوا حوضا عظيما ، ثم غوروا ما سواه من المياه .

                                                                                      ويقال : كان مع رسول الله فرسان ; على أحدهما : مصعب بن عمير ، وعلى الآخر : سعد بن خيثمة . ومرة الزبير بن العوام ، والمقداد .

                                                                                      ثم صف رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحياض ، فلما طلع المشركون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما زعموا : " اللهم هذه قريش قد جاءت بخيلائها وفخرها تحادك وتكذب رسولك " . واستنصر المسلمون الله واستغاثوه ، فاستجاب الله لهم .

                                                                                      فنزل المشركون وتعبؤوا للقتال ، ومعهم إبليس في صورة سراقة المدلجي يحدثهم أن بني كنانة وراءه قد أقبلوا لنصرهم .

                                                                                      قال : فسعى حكيم بن حزام إلى عتبة بن ربيعة فقال : هل لك أن تكون سيد قريش ما عشت ؟ قال : فأفعل ماذا ؟ قال : تجير بين الناس وتحمل دية ابن الحضرمي ، وبما أصاب محمد في تلك العير ، فإنهم لا يطلبون من محمد غير هذا . قال عتبة : نعم قد فعلت ، ونعما قلت ، [ ص: 349 ] فاسع في عشيرتك فأنا أتحمل بها . فسعى حكيم في أشراف قريش بذلك . وركب عتبة جملا له ، فسار عليه في صفوف المشركين فقال : يا قوم أطيعوني ودعوا هذا الرجل ; فإن كان كاذبا ولي قتله غيركم من العرب فإن فيهم رجالا لكم فيهم قرابة قريبة ، وإنكم إن تقتلوهم لا يزال الرجل ينظر إلى قاتل أخيه أو ابنه أو ابن أخيه أو ابن عمه ، فيورث ذلك فيكم إحنا وضغائن . وإن كان هذا الرجل ملكا كنتم في ملك أخيكم . وإن كان نبيا لم تقتلوا النبي فتسبوا به . ولن تخلصوا إليهم حتى يصيبوا أعدادكم ، ولا آمن أن تكون لهم الدبرة عليكم .

                                                                                      فحسده أبو جهل على مقالته : وأبى الله إلا أن ينفذ أمره ، وعتبة يومئذ سيد المشركين .

                                                                                      فعمد أبو جهل إلى ابن الحضرمي وهو أخو المقتول فقال : هذا عتبة يخذل بين الناس ، وقد تحمل بدية أخيك ، يزعم أنك قابلها ، أفلا تستحيون من ذلك أن تقبلوا الدية ؟ وقال لقريش : إن عتبة قد علم أنكم ظاهرون على هذا الرجل ومن معه ، وفيهم ابنه وبنو عمه ، وهو يكره صلاحكم . وقال لعتبة : انتفخ سحرك . وأمر النساء أن يعولن عمرا ، فقمن يصحن : واعمراه واعمراه ; تحريضا على القتال .

                                                                                      وقام رجال فتكشفوا ; يعيرون بذلك قريشا ، فأخذت قريش مصافها للقتال . فذكر الحديث إلى أن قال : فأسر نفر ممن أوصى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يقتلوهم إلا أبا البختري ، فإنه أبى أن يستأسر ، فذكروا له أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرهم أن لا يقتلوه إن استأسر ، فأبى . ويزعم ناس أن [ ص: 350 ] أبا اليسر قتل أبا البختري ، ويأبى عظم الناس إلا أن المجذر هو الذي قتله . بل قتله أبو داود المازني .

                                                                                      قال : ووجد ابن مسعود أبا جهل مصروعا ، بينه وبين المعركة غير كثير ، مقنعا في الحديد واضعا سيفه على فخذيه ليس به جرح ، ولا يستطيع أن يحرك منه عضوا ، وهو منكب ينظر إلى الأرض . فلما رآه ابن مسعود أطاف حوله ليقتله وهو خائف أن يثور إليه ، وأبو جهل مقنع بالحديد ، فلما أبصره لا يتحرك ظن أنه مثبت جراحا ، فأراد أن يضربه بسيفه ، فخشي أن لا يغني سيفه شيئا ، فأتاه من ورائه ، فتناول قائم سيفه فاستله وهو منكب ، فرفع عبد الله سابغة البيضة عن قفاه فضربه ، فوقع رأسه بين يديه ثم سلبه . فلما نظر إليه إذا هو ليس به جراح ، وأبصر في عنقه خدرا ، وفي يديه وفي كتفيه كهيئة آثار السياط ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ذلك ضرب الملائكة .

                                                                                      قال : وأذل الله بوقعة بدر رقاب المشركين والمنافقين ، فلم يبق بالمدينة منافق ولا يهودي إلا وهو خاضع عنقه لوقعة بدر . وكان ذلك يوم الفرقان ; يوم فرق الله بين الشرك والإيمان .

                                                                                      وقالت اليهود : تيقنا أنه النبي صلى الله عليه وسلم الذي نجد نعته في التوراة ، والله لا يرفع راية بعد اليوم إلا ظهرت .

                                                                                      وأقام أهل مكة على قتلاهم النوح بمكة شهرا .

                                                                                      ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، فدخل من ثنية الوداع .

                                                                                      ونزل القرآن فعرفهم الله نعمته فيما كرهوا من خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر ، فقال : ( كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون ( 5 ) ) [ الأنفال ] ، وثلاث آيات معها .

                                                                                      [ ص: 351 ] ثم ذكر موسى بن عقبة الآيات التي نزلت في سورة الأنفال في هذه الغزوة وآخرها .

                                                                                      وقال رجال ممن أسر : يا رسول الله إنا كنا مسلمين ، وإنما أخرجنا كرها ، فعلام يؤخذ منا الفداء ؟ فنزلت : ( قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم ( 70 ) ) [ الأنفال ] .

                                                                                      حذفت من هذه القصة كثيرا مما سلف من الأحاديث الصحيحة استغناء بما تقدم .

                                                                                      وقد ذكر هذه القصة بنحو قول موسى بن عقبة ابن لهيعة عن أبي الأسود ، عن عروة ، ولم يذكر أبا داود المازني في قتل أبي البختري ، وزاد يسيرا .

                                                                                      وقال هو وابن عقبة : إن عدد من قتل من المسلمين ستة من قريش ، وثمانية من الأنصار . وقتل من المشركين تسعة وأربعون رجلا ، وأسر تسعة وثلاثون رجلا . كذا قالا .

                                                                                      وقال ابن إسحاق : استشهد أربعة من قريش وسبعة من الأنصار . وقتل من المشركين بضعة وأربعون ، وكانت الأسارى أربعة وأربعين أسيرا .

                                                                                      وقال الزهري عن عروة : هزم المشركون وقتل منهم زيادة على سبعين ، وأسر مثل ذلك .

                                                                                      ويشهد لهذا القول حديث البراء الذي في البخاري ، قال :

                                                                                      [ ص: 352 ] أصاب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين يوم بدر أربعين ومائة ; سبعين أسيرا وسبعين قتيلا ، وأصابوا منا يوم أحد سبعين .

                                                                                      وقال حماد بن سلمة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن أسامة بن زيد ، أن النبي صلى الله عليه وسلم خلف عثمان وأسامة بن زيد على بنته رقية أيام بدر . فجاء زيد بن حارثة على العضباء ، ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبشارة . قال أسامة : فسمعت الهيعة ، فخرجت فإذا أبي قد جاء بالبشارة ، فوالله ما صدقت حتى رأينا الأسارى ، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان بسهمه .

                                                                                      وقال عبدان بن عثمان : حدثنا ابن المبارك ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن عبد الرحمن -رجل من أهل صنعاء قال : أرسل النجاشي إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه ، فدخلوا عليه وهو في بيت ، عليه خلقان جالس على التراب . قال جعفر : فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال . فقال : أبشركم بما يسركم ; إنه جاءني من نحو أرضكم عين لي فأخبرني أن الله قد نصر نبيه صلى الله عليه وسلم وأهلك عدوه ، وأسر فلان وفلان ، التقوا بواد يقال له بدر ، كثير الأراك ، كأني أنظر إليه ، كنت أرعى به لسيدي رجل من بني ضمرة إبله . فقال له جعفر : ما بالك جالس على التراب ، ليس تحتك بساط ، وعليك هذه الأخلاق ؟ قال : إنا نجد فيما أنزل الله على عيسى عليه السلام أن حقا على عباد الله أن يحدثوا تواضعا عندما أحدث لهم من نعمته . فلما أحدث الله لي نصر نبيه أحدثت له هذا التواضع .

                                                                                      ذكر مثل هذه الحكاية الواقدي في مغازيه بلا سند .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية