nindex.php?page=treesubj&link=28982_30549_34170nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=36وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون nindex.php?page=treesubj&link=28982_30539_31832_31836nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون nindex.php?page=treesubj&link=28982_19037_30532_31836_34190nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا [ ص: 469 ] منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون nindex.php?page=treesubj&link=28982_30532_34190nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=39فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم
قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=36وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن حقق الله تعالى استدامة كفرهم تحقيقا لنزول الوعيد بهم ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك ، فدعا عليهم لما أخبر بهذا فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=26رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=27إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا [نوح: 27: 26]
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=36فلا تبتئس بما كانوا يفعلون فيه وجهان: أحدهما: فلا تأسف ومنه قول
يزيد بن عبد المدان: فارس الخيل إذا ما ولولت ربة الخدر بصوت مبتئس
الثاني: فلا تحزن ، ومنه قول الشاعر:
وكم من خليل أو حميم رزئته فلم أبتئس والرزء فيه جليل
والابتئاس: الحزن في استكانة ، وأصله من البؤس ، وفي ذلك وجهان: أحدهما: فلا تحزن لهلاكهم.
الثاني: فلا تحزن لكفرهم المفضي إلى هلاكهم. قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37واصنع الفلك بأعيننا فيه ثلاثة أوجه: أحدهما: بحيث نراك ، فعبر عن الرؤية بالأعين لأن بها تكون الرؤية.
الثاني: بحفظنا إياك حفظ من يراك.
[ ص: 470 ] الثالث: بأعين أوليائنا من الملائكة. ويحتمل وجها رابعا: بمعونتنا لك على صنعها.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37ووحينا فيه وجهان: أحدهما: وأمرنا لك أن تصنعها.
الثاني: تعليمنا لك كيف تصنعها.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون نهاه الله عن المراجعة فيهم فاحتمل نهيه أمرين: أحدهما: ليصرفه عن سؤال ما لا يجاب إليه.
الثاني: ليصرف عنه مأثم الممالأة للطغاة. قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38ويصنع الفلك قال
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم: مكث
نوح عليه السلام مائة سنة يغرس الشجر ويقطعها وييبسها ، ومائة سنة يعملها ، واختلف في طولها على ثلاثة أقاويل: أحدها: ما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن كان طولها ألف ذراع ومائتي ذراع ، وعرضها ستمائة ذراع ، وكانت مطبقة.
الثاني: ما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : كان طولها أربعمائة ذراع ، وعلوها ثلاثون ذراعا. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15822خصيف: كان طولها ثلاثمائة ذراع ، وعرضها خمسون ذراعا ، وكان في أعلاها الطير ، وفي وسطها الناس وفي أسفلها السباع. ودفعت من عين وردة في يوم الجمعة لعشر مضين من رجب ورست
بباقردي على
الجودي يوم عاشوراء. قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة وكان بابها في عرضها.
[ ص: 471 ] nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه وفي سخريتهم منه قولان: أحدهما: أنهم كانوا يرونه يبني في البر سفينة فيسخرون منه ويستهزئون به ويقولون: يا
نوح صرت بعد النبوة نجارا.
الثاني: أنهم لما رأوه يبني السفينة ولم يشاهدوا قبلها سفينة بنيت قالوا يا
نوح: ما تصنع؟ قال: أبني بيتا يمشي على الماء فعجبوا من قوله وسخروا منه.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون فيه قولان: أحدهما: إن تسخروا من قولنا فسنسخر من غفلتكم.
الثاني: إن تسخروا من فعلنا اليوم عند بناء السفينة فإنا نسخر منكم غدا عند الغرق. والمراد بالسخرية ها هنا الاستجهال. ومعناه إن تستجهلونا فإنا نستجهلكم. قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : ولم يكن في الأرض قبل الطوفان نهر ولا بحر فلذلك سخروا منه. قال: ومياه البحار بقية الطوفان. فإن قيل: فلم جاز أن يقول فإنا نسخر منكم مع قبح السخرية؟ قيل: لأنه ذم جعله مجازاة على السخرية فجاء به على مزاوجة الكلام ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج لأجل هذا الاعتراض يتأوله على معنى إن تستجهلونا فإنا نستجهلكم كما تستجهلوننا.
nindex.php?page=treesubj&link=28982_30549_34170nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=36وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28982_30539_31832_31836nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28982_19037_30532_31836_34190nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأَ مَنْ قَوَّمَهُ سَخِرُوا [ ص: 469 ] مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28982_30532_34190nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=39فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=36وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلا مَنْ قَدْ آمَنَ حَقَّقَ اللَّهُ تَعَالَى اسْتِدَامَةَ كُفْرِهِمْ تَحْقِيقًا لِنُزُولِ الْوَعِيدِ بِهِمْ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ ، فَدَعَا عَلَيْهِمْ لَمَّا أُخْبِرَ بِهَذَا فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=26رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=27إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلا فَاجِرًا كَفَّارًا [نُوحٍ: 27: 26]
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=36فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ فِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: فَلَا تَأْسَفْ وَمِنْهُ قَوْلُ
يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمُدَانِ: فَارِسُ الْخَيْلِ إِذَا مَا وَلْوَلَتْ رَبَّةُ الْخِدْرِ بِصَوْتٍ مُبْتَئِسٍ
الثَّانِي: فَلَا تَحْزَنْ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
وَكَمْ مِنْ خَلِيلٍ أَوْ حَمِيمٍ رُزِئَتْهُ فَلَمْ أَبْتَئِسْ وَالرُّزْءُ فِيهِ جَلِيلُ
وَالِابْتِئَاسِ: الْحُزْنُ فِي اسْتِكَانَةٍ ، وَأَصْلُهُ مِنَ الْبُؤْسِ ، وَفِي ذَلِكَ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: فَلَا تَحْزَنْ لِهَلَاكِهِمْ.
الثَّانِي: فَلَا تَحْزَنْ لِكُفْرِهِمُ الْمُفْضِي إِلَى هَلَاكِهِمْ. قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا فِيهِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ: أَحَدُهُمَا: بِحَيْثُ نَرَاكَ ، فَعَبَّرَ عَنِ الرُّؤْيَةِ بِالْأَعْيُنِ لِأَنَّ بِهَا تَكُونُ الرُّؤْيَةُ.
الثَّانِي: بِحِفْظِنَا إِيَّاكَ حِفْظَ مَنْ يَرَاكَ.
[ ص: 470 ] الثَّالِثُ: بِأَعْيُنِ أَوْلِيَائِنَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ. وَيَحْتَمِلُ وَجْهًا رَابِعًا: بِمَعُونَتِنَا لَكَ عَلَى صُنْعِهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37وَوَحْيِنَا فِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: وَأَمْرُنَا لَكَ أَنْ تَصْنَعَهَا.
الثَّانِي: تَعْلِيمُنَا لَكَ كَيْفَ تَصْنَعُهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ نَهَاهُ اللَّهُ عَنِ الْمُرَاجَعَةِ فِيهِمْ فَاحْتَمَلَ نَهْيُهُ أَمْرَيْنِ: أَحَدُهُمَا: لِيَصْرِفَهُ عَنْ سُؤَالِ مَا لَا يُجَابُ إِلَيْهِ.
الثَّانِي: لِيَصْرِفَ عَنْهُ مَأْثَمَ الْمُمَالَأَةِ لِلطُّغَاةِ. قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: مَكَثَ
نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِائَةَ سَنَةٍ يَغْرِسُ الشَّجَرَ وَيَقْطَعُهَا وَيُيَبِّسُهَا ، وَمِائَةَ سَنَةٍ يَعْمَلُهَا ، وَاخْتُلِفَ فِي طُولِهَا عَلَى ثَلَاثَةِ أَقَاوِيلَ: أَحَدُهَا: مَا قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ كَانَ طُولُهَا أَلْفَ ذِرَاعٍ وَمِائَتَيْ ذِرَاعٍ ، وَعَرْضُهَا سِتُّمِائَةِ ذِرَاعٍ ، وَكَانَتْ مُطَبَّقَةً.
الثَّانِي: مَا قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانَ طُولُهَا أَرْبَعَمِائَةِ ذِرَاعٍ ، وَعُلُوُّهَا ثَلَاثُونَ ذِرَاعًا. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15822خُصَيْفٌ: كَانَ طُولُهَا ثَلَاثَمِائَةِ ذِرَاعٍ ، وَعَرْضُهَا خَمْسُونَ ذِرَاعًا ، وَكَانَ فِي أَعْلَاهَا الطَّيْرُ ، وَفِي وَسَطِهَا النَّاسُ وَفِي أَسْفَلِهَا السِّبَاعُ. وَدُفِعَتْ مِنْ عَيْنِ وَرْدَةٍ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ لِعَشْرٍ مَضَيْنَ مِنْ رَجَبٍ وَرَسَتْ
بِبَاقَرَدِي عَلَى
الْجُودِيِّ يَوْمَ عَاشُورَاءَ. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ وَكَانَ بَابُهَا فِي عَرْضِهَا.
[ ص: 471 ] nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ وَفِي سُخْرِيَّتِهِمْ مِنْهُ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُمْ كَانُوا يَرَوْنَهُ يَبْنِي فِي الْبَرِّ سَفِينَةً فَيَسْخَرُونَ مِنْهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ وَيَقُولُونَ: يَا
نُوحُ صِرْتَ بَعْدَ النُّبُوَّةِ نَجَّارًا.
الثَّانِي: أَنَّهُمْ لَمَّا رَأَوْهُ يَبْنِي السَّفِينَةَ وَلَمْ يُشَاهِدُوا قَبْلَهَا سَفِينَةً بُنِيَتْ قَالُوا يَا
نُوحُ: مَا تَصْنَعُ؟ قَالَ: أَبْنِي بَيْتًا يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ فَعَجِبُوا مِنْ قَوْلِهِ وَسَخِرُوا مِنْهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ فِيهِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: إِنْ تَسْخَرُوا مِنْ قَوْلِنَا فَسَنَسْخَرُ مِنْ غَفْلَتِكُمْ.
الثَّانِي: إِنْ تَسْخَرُوا مِنْ فِعْلِنَا الْيَوْمَ عِنْدَ بِنَاءِ السَّفِينَةِ فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ غَدًا عِنْدَ الْغَرَقِ. وَالْمُرَادُ بِالسُّخْرِيَةِ هَا هُنَا الِاسْتِجْهَالُ. وَمَعْنَاهُ إِنْ تَسْتَجْهِلُونَا فَإِنَّا نَسْتَجْهِلُكُمْ. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : وَلَمْ يَكُنْ فِي الْأَرْضِ قَبْلَ الطُّوفَانِ نَهْرٌ وَلَا بَحْرٌ فَلِذَلِكَ سَخِرُوا مِنْهُ. قَالَ: وَمِيَاهُ الْبِحَارِ بَقِيَّةُ الطُّوفَانِ. فَإِنْ قِيلَ: فَلِمَ جَازَ أَنْ يَقُولَ فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ مَعَ قُبْحِ السُّخْرِيَةِ؟ قِيلَ: لِأَنَّهُ ذَمٌّ جَعَلَهُ مُجَازَاةً عَلَى السُّخْرِيَةِ فَجَاءَ بِهِ عَلَى مُزَاوَجَةِ الْكَلَامِ ، وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ لِأَجْلِ هَذَا الِاعْتِرَاضِ يَتَأَوَّلُهُ عَلَى مَعْنَى إِنْ تَسْتَجْهِلُونَا فَإِنَّا نَسْتَجْهِلُكُمْ كَمَا تَسْتَجْهِلُونَنَا.