الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل كذلك نطبع على قلوب المعتدين

                                                                                                                                                                                                                                        (74) أي: ثم بعثنا من بعد نوح عليه السلام رسلا إلى قومهم المكذبين، يدعونهم إلى الهدى، ويحذرونهم من أسباب الردى.

                                                                                                                                                                                                                                        فجاءوهم بالبينات أي: كل نبي أيد دعوته، بالآيات الدالة على صحة ما جاء به.

                                                                                                                                                                                                                                        فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل يعني: أن الله تعالى عاقبهم حيث جاءهم الرسول، فبادروا بتكذيبه، طبع الله على قلوبهم، وحال بينهم وبين الإيمان بعد أن كانوا متمكنين منه، كما قال تعالى: ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة .

                                                                                                                                                                                                                                        ولهذا قال هنا: كذلك نطبع على قلوب المعتدين أي: نختم عليها، فلا يدخلها خير، وما ظلمهم الله، ولكنهم ظلموا أنفسهم بردهم الحق لما جاءهم، وتكذيبهم الأول.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية