الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ فعل ]

                                                          فعل : الفعل : كناية عن كل عمل متعد أو غير متعد ، فعل يفعل فعلا وفعلا ، فالاسم مكسور والمصدر مفتوح ، وفعله وبه والاسم الفعل ، والجمع الفعال مثل قدح وقداح وبئر وبئار ، وقيل : فعله يفعله فعلا مصدر ، ولا نظير له إلا سحره يسحره سحرا ، وقد جاء خدع يخدع خدعا وخدعا ، وصرع صرعا وصرعا ، والفعل بالفتح مصدر فعل يفعل ، وقد قرأ بعضهم قوله تعالى : وأوحينا إليهم فعل الخيرات وقوله تعالى : في قصة موسى ، عليه السلام : وفعلت فعلتك التي فعلت أراد المرة الواحدة كأنه قال قتلت النفس قتلتك ، وقرأ الشعبي فعلتك ، بكسر الفاء ، على معنى وقتلت القتلة التي قد عرفتها لأنه قتله بوكزة ; هذا عن الزجاج ، قال : والأول أجود . والفعال أيضا مصدر مثل ذهب ذهابا ، والفعال ، بالفتح : الكرم ; قال هدبة :


                                                          ضروب بلحييه على عظم زوره إذا القوم هشوا للفعال تقنعا



                                                          قال الليث : والفعال اسم للفعل الحسن من الجود والكرم ونحوه . ابن الأعرابي : والفعال فعل الواحد ، خاصة في الخير والشر . يقال : فلان كريم الفعال ، وفلان لئيم الفعال ، قال : والفعال ، بكسر الفاء ، إذا كان الفعل بين الاثنين ; قال الأزهري : وهذا هو الصواب ولا أدري لم قصر الليث الفعال على الحسن دون القبيح ، وقال المبرد : الفعال يكون في المدح والذم ، قال : وهو مخلص لفاعل واحد ، فإذا كان من فاعلين فهو فعال ، قال : وهذا هو الجيد . وكانت منه فعلة حسنة أو قبيحة ، والفعلة صفة غالبة على عملة الطين والحفر ونحوهما لأنهم يفعلون ; قال ابن الأعرابي : والنجار يقال له فاعل . قال النحويون : المفعولات على وجوه في باب النحو : فمفعول به كقولك أكرمت زيدا وأعنت عمرا وما أشبهه ، ومفعول له كقولك فعلت ذلك حذار غضبك ، ويسمى هذا مفعولا من أجل أيضا ، ومفعول فيه وهو على وجهين : أحدهما الحال ، والآخر في الظروف ، فأما الظرف فكقولك نمت البيت وفي البيت ، وأما الحال فكقولك ضرب فلان راكبا أي في حال ركوبه ، ومفعول عليه كقولك علوت السطح ورقيت الدرجة ، ومفعول بلا صلة وهو المصدر ويكون ذلك في الفعل اللازم والواقع كقولك حفظت حفظا وفهمت فهما ، واللازم كقولك انكسر انكسارا ، والعرب تشتق من الفعل المثل للأبنية التي جاءت عن العرب مثل فعالة وفعولة وأفعول ومفعيل وفعليل وفعلول وفعول وفعل وفعل وفعلة ومفعنلل وفعيل وفعيل . وكنى ابن جني بالتفعيل عن تقطيع البيت الشعري لأنه إنما يزنه بأجزاء مادتها كلها " فعل " كقولك فعولن مفاعيلن وفاعلاتن فاعلن ومستفعلن فاعلن وغير ذلك من ضروب مقطعات الشعر ; وفاعليان : مثال صيغ لبعض ضروب مربع الرمل كقوله :


                                                          يا خليلي اربعا فاس     تنطقا رسما بعسفان



                                                          فقوله من بعسفان فاعليان . ويقال : شعر مفتعل إذا ابتدعه قائله ولم يحذه على مثال تقدمه فيه من قبله ، وكان يقال : أعذب الأغاني ما افتعل وأظرف الشعر ما افتعل ; قال ذو الرمة :


                                                          غرائب قد عرفن بكل أفق     من الآفاق تفتعل افتعالا



                                                          أي يبتدع بها غناء بديع وصوت محدث . ويقال لكل شيء يسوى على غير مثال تقدمه : مفتعل ; ومنه قول لبيد :


                                                          فرميت القوم رشقا صائبا     ليس بالعصل ولا بالمفتعل



                                                          وقوله تعالى : والذين هم للزكاة فاعلون قال الزجاج : معناه مؤتون . وفعال الفأس والقدوم والمطرقة : نصابها ; قال ابن مقبل :


                                                          وتهوي إذا العيس العتاق تفاضلت     هوي قدوم القين حال فعالها



                                                          يعني نصابها وهو العمود الذي يجعل في خرتها يعمل به ; وأنشد ابن الأعرابي :


                                                          أتته وهي جانحة يداها     جنوح الهبرقي على الفعال



                                                          قال ابن بري : الفعال مفتوح أبدا إلا الفعال لخشبة الفأس فإنها مكسورة الفاء ، يقال : يا بابوس أولج الفعال في خرت الحدثان ، والحدثان الفأس التي لها رأس واحدة . والفعال أيضا : مصدر فاعل . والفعلة : العادة . والفعل : كناية عن حياء الناقة وغيرها من الإناث . وقال ابن الأعرابي : سئل الدبيري عن جرحه فقال : أرقني وجاء بالمفتعل أي جاء بأمر عظيم ، قيل له : أتقوله في كل شيء ؟ قال : نعم أقول جاء مال فلان بالمفتعل ، وجاء بالمفتعل من الخطأ ، ويقال : [ ص: 202 ] عذبني وجع أسهرني فجاء بالمفتعل إذا عانى منه ألما لم يعهد مثله فيما مضى له . ابن الأعرابي : افتعل فلان حديثا إذا اخترقه ; وأنشد :


                                                          ذكر شيء يا سليمى قد مضى     ووشاة ينطقون المفتعل



                                                          وافتعل عليه كذبا وزورا أي اختلق . وفعلت الشيء فانفعل : كقولك كسرته فانكسر . وفعال : قد جاء بمعنى افعل وجاء بمعنى فاعلة ، بكسر اللام .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية