الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ فعم ]

                                                          فعم : الفعم والأفعم : الممتلئ ، وقيل : الفائض امتلاء . وساعد فعم ، فعم يفعم فعامة وفعومة فهو فعم : ممتلئ . ووجه فعم ، وجارية فعمة وافعوعم ; قال كعب يصف نهرا :


                                                          مفعوعم صخب الآذي منبعق كأن فيه أكف القوم تصطفق



                                                          وفي صفته ، صلى الله عليه وسلم : كان فعم الأوصال أي ممتلئ الأعضاء ; وفي قصيد كعب :


                                                          ضخم مقلدها فعم مقيدها



                                                          أي ممتلئة الساق . وفي حديث أسامة : وأنهم أحاطوا ليلا بحاضر فعم أي حي ممتلئ بأهله . وفعمه يفعمه وأفعمه : ملأه وبالغ في ملئه ; وأنشد :


                                                          فصبحت والطير لم تكلم     جابية طمت بسيل مفعم

                                                          وأفعمت البيت برائحة العود فافعوعم ، وأفعم المسك البيت : ملأه بريحه . وأفعم البيت طيبا : ملأه ، على المثل . وافعوعم هو : امتلأ . وفي الحديث : لو أن امرأة من الحور العين أشرفت لأفعمت ما بين السماء والأرض ريح المسك أي ملأت ، ويروى بالغين . وفعمته رائحة الطيب وأفعمته : ملأت أنفه ، والأعرف فغمته ، بالغين المعجمة ; فأما قوله أنشده ابن الأعرابي لكثير :


                                                          أتي ومفعوم حثيث كأنه     غروب السواني أترعتها النواضح



                                                          فإنه زعم أنه لم يسمع مفعوم إلا في هذا البيت ، قال : وهو من أفعمت ; ونظيره قول لبيد :


                                                          الناطق المبروز والمختوم



                                                          وهو من أبرزت ، ومثله المضعوف من أضعفت . الأزهري : ونهر مفعوم أي ممتلئ . ويقال : سقاء مفعم ومفأم أي مملوء ; وأنشد أبو سهل في أشعار الفصيح في باب المشدد بيتا آخر جاء به شاهدا على الضح وهو :


                                                          أبيض أبرزه للضح راقبه     مقلد قضب الريحان مفعوم



                                                          أي ممتلئ لحما . وفعمت المرأة فعامة وفعومة وهي فعمة : استوى خلقها وغلظ ساقها ، وساعد فعم ; قال :


                                                          بساعد فعم وكف خاضب



                                                          ومخلخل فعم ; قال :


                                                          فعم مخلخلها وعث مؤزرها     عذب مقبلها طعم السدا فوها



                                                          السدا هاهنا : البلح الأخضر ، واحدته سداة ، وقيل : هو العسل من قولهم سدت النحل تسدو سدا . الجوهري : أفعمت الرجل ملأته غضبا ، وحكى الأزهري عن أبي تراب قال : سمعت واقفا السلمى يقول أفعمت الرجل وأفغمته إذا ملأته غضبا أو فرحا .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية