الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ( فصل ) :

                                                                                                                                وأما بيان ما يكره فيها فنقول : تكره الصلاة على الجنازة عند طلوع الشمس وغروبها ، ونصف النهار لما روينا من حديث عقبة بن عامر أنه قال : { ثلاث ساعات نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي فيها وأن نقبر فيها موتانا } والمراد من قوله : " أن نقبر فيها موتانا " الصلاة على الجنازة دون الدفن إذ لا بأس بالدفن في هذه [ ص: 317 ] الأوقات فإن صلوا في أحد هذه الأوقات لم يكن عليهم إعادتها ; لأن صلاة الجنازة لا يتعين لأدائها وقت ففي أي وقت صليت وقعت أداء لا قضاء ، ومعنى الكراهة في هذه الأوقات يمنع جواز القضاء فيها دون الأداء ، كما إذا أدى عصر يومه عند تغير الشمس على ما ذكرنا فيما تقدم ، ولا تكره الصلاة على الجنازة بعد صلاة الفجر ، وبعد صلاة العصر قبل تغير الشمس ; لأن الكراهة في هذه الأوقات ليست لمعنى في الوقت فلا يظهر في حق الفرائض لما بينا فيما تقدم .

                                                                                                                                ولو أرادوا أن يصلوا على جنازة وقد غربت الشمس فالأفضل أن يبدءوا بصلاة المغرب ثم يصلون على الجنازة ; لأن المغرب آكد من صلاة الجنازة فكان تقديمه أولى ; ولأن في تقديم الجنازة تأخير المغرب وأنه مكروه .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية