الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا

                                                                                                                                                                                                                                      141 - الذين بدل من "الذين يتخذون" أو صفة للمنافقين، أو نصب على الذم منهم يتربصون بكم ينتظرون بكم ما يتجدد لكم من ظفر، أو إخفاق فإن كان لكم فتح من الله نصرة، وغنيمة قالوا ألم نكن معكم مظاهرين، فأشركونا في الغنيمة وإن كان للكافرين نصيب سمى ظفر المسلمين فتحا; تعظيما لشأنهم; لأنه أمر عظيم تفتح له أبواب السماء، وظفر [ ص: 407 ] الكافرين نصيبا تخسيسا لحظهم; لأنه لمظة من الدنيا يصيبونها قالوا للكفار ألم نستحوذ عليكم ألم نغلبكم، ونتمكن من قتلكم، فأبقينا عليكم، والاستحواذ: الاستيلاء، والغلبة. ونمنعكم من المؤمنين بأن ثبطناهم عنكم، وخيلنا لهم ما ضعفت قلوبهم به، ومرضوا عن قتالكم، وتوانينا في مظاهرتهم عليكم، فهاتوا نصيبا لنا مما أصبتم فالله يحكم بينكم أيها المؤمنون والمنافقون يوم القيامة فيدخل المنافقين النار، والمؤمنين الجنة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا أي: في القيامة، بدليل أول الآية، كذا عن علي رضي الله عنه، أو حجة، كذا عن ابن عباس رضي الله عنهما.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية