الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا

                                                                                                                                                                                                                                      142 - إن المنافقين يخادعون الله أي: يفعلون ما يفعل المخادع من إظهار الإيمان، وإبطال الكفر. والمنافق : من أظهر الإيمان، وأبطن الكفر ، أو أولياء الله وهم المؤمنون. فأضاف خداعهم إلى نفسه تشريفا لهم وهو خادعهم وهو فاعل بهم ما يفعل المغالب في الخداع، حيث تركهم معصومي الدماء والأموال في الدنيا، وأعد لهم الدرك الأسفل من النار في العقبى. والخادع: اسم فاعل من خادعته فخدعته إذا غلبته، وكنت أخدع منه. وقيل: يجزيهم جزاء خداعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى متثاقلين كراهة. أما الغفلة فقد يبتلى بها المؤمن. وهو جمع كسلان، كسكارى في سكران يراءون الناس حال، أي: يقصدون بصلاتهم الرياء، والسمعة. والمراءاة: مفاعلة من الرؤية; لأن المرائي يريهم عمله، وهم يرونه استحسانا ولا يذكرون الله إلا قليلا ولا يصلون إلا قليلا; لأنهم لا يصلون قط غائبين [ ص: 408 ] عن عيون الناس، أو لا يذكرون الله بالتسبيح، والتهليل إلا ذكرا قليلا نادرا. قال الحسن: لو كان ذلك القليل لله تعالى لكان كثيرا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية