الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: إنا أوحينا إليك قال ابن عباس : قال عدي بن زيد ، وسكين: يا محمد ما نعلم الله أنزل على بشر من شيء بعد موسى ، فنزلت هذه الآية . وقد ذكرنا في (آل عمران معنى الوحي ، وذكر هنالك .

                                                                                                                                                                                                                                      وإسحاق أعجمي ، وإن وافق لفظ العربي ، يقال: أسحقه الله يسحقه إسحاقا ، ويعقوب: أعجمي . فأما اليعقوب ، وهو ذكر الحجل وهي القبج فعربي ، كذلك قرأته [ ص: 255 ] على شيخنا أبي منصور اللغوي ، وأيوب: أعجمي ، ويونس: اسم أعجمي . قال أبو عبيدة: يقال: يونس ، ويونس بضم النون وكسرها ، وحكى أبو زيد الأنصاري عن العرب همزة مع الكسرة والضمة والفتحة . وقال الفراء: يونس بضم النون من غير همز لغة أهل الحجاز ، وبعض بني أسد يقول: يؤنس بالهمز ، وبعض بني عقيل يقول: يونس بفتح النون من غير همز . والمشهور في القراءة يونس برفع النون من غير همز . وقد قرأ ابن مسعود ، وقتادة ، ويحيى بن يعمر ، وطلحة: يؤنس بكسر النون مهموزا . قرأ أبو الجوزاء ، وأبو عمران ، والجحدري: يونس بفتح النون من غير همز . وقرأ أبو المتوكل: يؤنس بفتح النون مهموزا . وقرأ أبو السماك العدوي: يونس بكسر النون من غير همز . وقرأ عمرو بن دينار: برفع النون مهموزا . وهارون: اسم أعجمي ، وباقي الأنبياء قد تقدم ذكرهم . فأما الزبور ، فأكثر القراء على فتح الزاي ، وقرأ أبو رزين ، وأبو رجاء ، والأعمش وحمزة: بضم الزاي . قال الزجاج : فمن فتح الزاي ، أراد كتابا ، ومن ضم ، أراد كتبا . ومعنى ذكر "داود" أي: لا تنكروا تفضيل محمد بالقرآن ، فقد أعطى الله داود الزبور . وقال أبو علي: كأن حمزة جعل كتاب داود أنحاء ، وجعل كل نحو زبرا ، ثم جمع . فقال: زبورا . وقال ابن قتيبة: الزبور فعول بمعنى: مفعول ، كما تقول: حلوب وركوب بمعنى: محلوب ومركوب ، وهو من قولك: زبرت الكتاب أزبره زبرا: إذا كتبته ، قال: وفيه لغة أخرى الزبور بضم الزاي . كأنه جمع .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية