الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              652 [ ص: 440 ] (باب كراهية أن يشير بيده إذا سلم من الصلاة )

                                                                                                                              وقال النووي : (باب الأمر بالسكون في الصلاة، والنهي عن الإشارة باليد، ورفعها عند السلام، وإتمام الصفوف الأول، والتراص فيها. والأمر بالاجتماع ) .

                                                                                                                              (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 153- 154 ج9 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن مسعر حدثني عبيد الله بن القبطية ، عن جابر بن سمرة؛ قال: كنا إذا صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا السلام عليكم ورحمة الله. السلام عليكم ورحمة الله (وأشار بيده إلى الجانبين ) . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "علام تومئون بأيديكم كأنها أذناب خيل شمس؟ إنما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه. ثم يسلم على أخيه: من على يمينه وشماله ".]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن جابر بن سمرة ) ، رضي الله عنه (قال: كنا إذا صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلنا: السلام عليكم ورحمة الله. السلام عليكم ورحمة الله.

                                                                                                                              [ ص: 441 ] - وأشار بيده إلى الجانبين-. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "علام تومئون بأيديكم" ) .

                                                                                                                              وفي رواية: "مالي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس؟" بإسكان الميم، وضمها. وهي التي لا تستقر، بل تضطرب، وتتحرك بأذنابها وأرجلها.

                                                                                                                              والمراد بالرفع المنهي عنه هنا: رفعهم أيديهم عند السلام، مشيرين إلى السلام من الجانبين.

                                                                                                                              "إنما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه، ثم يسلم على أخيه:

                                                                                                                              من على يمينه وشماله".

                                                                                                                              وفي رواية أخرى: (صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكنا إذا سلمنا، قلنا بأيدينا: السلام عليكم. السلام عليكم. فنظر إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ما شأنكم؟ تشيرون بأيديكم كأنها أذناب خيل شمس؟ إذا سلم أحدكم فليلتفت إلى صاحبه ولا يومئ بيده" ) .

                                                                                                                              "وفيه" أن السنة في السلام من الصلاة: أن يقول: السلام عليكم ورحمة الله، عن يمينه. السلام عليكم ورحمة الله، عن شماله.

                                                                                                                              ولم يصح في زيادة "وبركاته" حديث صحيح. والذي جاء فيه حديث ضعيف.

                                                                                                                              [ ص: 442 ] بل صح هذا الحديث وغيره، في تركها. والواجب من السلام: مرة واحدة. وفيه" دليل، على استحباب تسليمتين؛ وهذا مذهب الجمهور. والمراد بالأخ: الجنس. أي: إخوانه الحاضرين ) عن اليمين والشمال.




                                                                                                                              الخدمات العلمية