الفصل العاشر : البقاء الدائم
ومن
nindex.php?page=treesubj&link=28740وجوه إعجازه المعدودة كونه آية باقية لا تعدم ما بقيت الدنيا مع تكفل الله تعالى
[ ص: 288 ] بحفظه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=9إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون [ الحجر : 9 ] .
وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=42لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه [ فصلت : 42 ] الآية .
وسائر معجزات الأنبياء انقضت بانقضاء أوقاتها ، فلم يبق إلا خبرها ، والقرآن العزيز ، الباهرة آياته ، الظاهرة معجزاته على ما كان عليه اليوم مدة خمسمائة عام ، وخمس وثلاثين سنة لأول نزوله إلى وقتنا هذا حجته قاهرة ، ومعارضته ممتنعة ، والأعصار كلها طافحة بأهل البيان وحملة علم اللسان ، وأئمة البلاغة ، وفرسان الكلام ، وجهابذة البراعة ، والملحد فيهم كثير ، والمعادي للشرع عتيد ، فما منهم من أتى بشيء يؤثر في معارضته ، ولا ألف كلمتين في مناقضته ، ولا قدر فيه على مطعن صحيح ، ولا قدح المتكلف من ذهنه في ذلك إلا بزند شحيح ، بل المأثور عن كل من رام ذلك إلقاؤه في العجز بيديه ، والنكوص على عقبيه .
الْفَصْلُ الْعَاشِرُ : الْبَقَاءُ الدَّائِمُ
وَمِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=28740وُجُوهِ إِعْجَازِهِ الْمَعْدُودَةِ كَوْنُهُ آيَةً بَاقِيَةً لَا تُعْدَمُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا مَعَ تَكَفُّلِ اللَّهِ تَعَالَى
[ ص: 288 ] بِحِفْظِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=9إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [ الْحِجْرِ : 9 ] .
وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=42لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ [ فُصِّلَتْ : 42 ] الْآيَةَ .
وَسَائِرُ مُعْجِزَاتِ الْأَنْبِيَاءِ انْقَضَتْ بِانْقِضَاءِ أَوْقَاتِهَا ، فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا خَبَرُهَا ، وَالْقُرْآنُ الْعَزِيزُ ، الْبَاهِرَةُ آيَاتُهُ ، الظَّاهِرَةُ مُعْجِزَاتُهُ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ الْيَوْمَ مُدَّةَ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ ، وَخَمْسٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً لِأَوَّلِ نُزُولِهِ إِلَى وَقْتِنَا هَذَا حُجَّتُهُ قَاهِرَةٌ ، وَمُعَارَضَتُهُ مُمْتَنِعَةٌ ، وَالْأَعْصَارُ كُلُّهَا طَافِحَةٌ بِأَهْلِ الْبَيَانِ وَحَمَلَةِ عِلْمِ اللِّسَانِ ، وَأَئِمَّةِ الْبَلَاغَةِ ، وَفُرْسَانِ الْكَلَامِ ، وَجَهَابِذَةِ الْبَرَاعَةِ ، وَالْمُلْحِدُ فِيهِمْ كَثِيرٌ ، وَالْمُعَادِي لِلشَّرْعِ عَتِيدٌ ، فَمَا مِنْهُمْ مَنْ أَتَى بِشَيْءٍ يُؤْثَرُ فِي مُعَارَضَتِهِ ، وَلَا أَلَّفَ كَلِمَتَيْنِ فِي مُنَاقَضَتِهِ ، وَلَا قَدَرَ فِيهِ عَلَى مَطْعَنٍ صَحِيحٍ ، وَلَا قَدَحَ الْمُتَكَلِّفُ مِنْ ذِهْنِهِ فِي ذَلِكَ إِلَّا بِزَنْدٍ شَحِيحٍ ، بَلِ الْمَأْثُورُ عَنْ كُلِّ مَنْ رَامَ ذَلِكَ إِلْقَاؤُهُ فِي الْعَجْزِ بِيَدَيْهِ ، وَالنُّكُوصُ عَلَى عَقِبَيْهِ .