الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5025 (باب مثل المؤمن كالزرع ومثل المنافق والكافر كالأرزة)

                                                                                                                              هذا الباب في النووي وصحيح مسلم في آخر الكتاب، وجاء به المنذري ههنا لمناسبة الأبواب التي قبلها، وذلك من حسن تصرفه في تلخيص الصحيح.

                                                                                                                              [ ص: 150 ] (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 151 -152 جـ17المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن كعب بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الريح؛ تصرعها مرة، وتعدلها أخرى ، حتى تهيج ، ومثل الكافر كمثل الأرزة المجذية على أصلها؛ لا يفيئها شيء حتى يكون انجعافها مرة واحدة ] .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              عن كعب بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمن كمثل الخامة ) بالخاء المعجمة، وتخفيف الميم. وهي الساقة، والقصبة اللينة، من الزرع «وألفها» منقلبة عن واو.

                                                                                                                              (من الزرع تفيئها الريح ) ، أي: تقلبها يمينا وشمالا.

                                                                                                                              (تصرعها ) ، تخفضها (مرة وتعدلها ) ، بفتح التاء وكسر الدال ترفعها أخرى حتى تهيج» تيبس.

                                                                                                                              (ومثل الكافر كمثل الأرزة ) بفتح الهمزة، وراء ساكنة، ثم زاي، هذا هو المشهور في ضبطها، وهو المعروف في الروايات، وكتب الغريب، وذكر الجوهري وصاحب النهاية: أنها تقال أيضا بفتح «الراء» . وقال بعضهم «الآرزة» بالمد وكسر الراء. على وزن «فاعلة» وأنكرها أبو عبيد، وقد قال أهل اللغة «الآرزة» بالمد: هي الثابتة. وهذا المعنى صحيح هنا، فإنكار أبي عبيد محمول على إنكار روايتها كذلك، لا إنكار لصحة [ ص: 151 ] معناها. وهو شجر معروف يقال له: «الأرزن» يشبه شجر الصنوبر. بفتح الصاد. يكون بالشام وبلاد الأرمن. وقيل. هو «الصنوبر» .

                                                                                                                              (المجذية على أصلها لا يفيئها شيء حتى يكون انجعافها ) ، أي: لا تتغير، حتى تنقلع «مرة واحدة» كالزرع الذي انتهى يبسه.

                                                                                                                              وفي رواية: «وتعدلها» حتى يأتيه أجله، «ومثل المنافق مثل الأرزة المجذية التي لا يصيبها شيء» . يعني: قال محمود في روايته عن «بشر» «ومثل الكافر» ، وقال ابن حاتم: «مثل المنافق» كما قال زهير.




                                                                                                                              الخدمات العلمية